responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 110
فالجواب: إنهم إنما أجروا الألف في نحو كساء ورداء مجرى الفتح، في أن قلبوا لها ما بعدها من الياء والواو، كما قلبوا للفتحة نحو: عصا ورحى ما دامت الياء والواو طرفين ضعيفين، وإلا فقد كان ينبغي أن يصح الياء والواو بعد الألف، لأنهما إذا وقعتا بعد الحرف الساكن صحتا، وذلك نحو: ظبي ودلو، ولكنهم لما رأوهما بعد ألف زائدة كزيادة الفتحة، وكانت الفتحة بعض الألف، جوزوا إعلالها وقلبهما ما دامتا طرفين ضعيفين، فإذا تحصنتا وقويتا بوقوع الهاء بهدهما، لم تبلغ الألف من إيجاب قلبهما مبلغ الفتحة الصريحة.
فأما قناة وفتاة فإن واوهما وياءهما وقعتا بعد الفتحة المحضة الموجبة للقلب، فلم تبلغ من قوة الهاء معهما أن تحصن الواو والياء من إعلال الفتحة المحضة لهما.
وهذا ما خرج لي بعد التفتيش والمباحثة عن أبي علي وقت قرأت كتاب أبي عثمان عليه فاعرفه، فإنه موضع يلطف جدا، وقل من يضبطه.
وقد أبدلت الواو همزة بدلا مطردا إذا انضمت ضما لازما، وذلك نحو أقتت وأجوه وأدؤر وأثؤب.
وقد أبدلها قوم من المكسورة، وذلك نحو وسادة وإسادة، ووفادة[1] وإفادة.
وإذا التقت واوان في أول الكلمة لم يكن من همزة الأولى بد، وذلك أن الأولى أصلها وؤلى. وسنستقصي هذا كله في حرف الواو. وقال:
ما كنت أخشى أن يبينوا أشك ذا2
أي وشك ذا، ومن الوشيك.

[1] الوفادة: القدوم. مادة "وفد". واللسان "6/ 4881".
2 هذا الشطر أنشده صاحب اللسان في مادة "وشك" ولم ينسبه أيضا إلى أحد. ولم نعثر على قائله فيما بأيدينا من كتب اللغة. انظر/ لسان العرب "6/ 4844".
يبينوا: يفارقوا. مادة "بين". اللسان "1/ 403".
الشرح: أن الشاعر ينفي خوفه من فراق من فارقوه.
والشاهد في قوله: "أشك" أي وشك من الوشيك.
فقد أبدل الهمزة عن الواو وهي أصل.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست