اسم الکتاب : دراسات لغوية في أمهات كتب اللغة المؤلف : إبراهيم محمد أبو سكين الجزء : 1 صفحة : 175
الجمع بين الأضعف والأقوى في عقد واحد:
قد يحمل على اللفظ وعلى المعنى في كلام واحد، وذلك جائز عند العرب، وظاهر وجه الحكمة في لغتهم، قال الفرزدق:
كلاهما حين جد الجري بينهما ... قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي1
فقوله: كلاهما قد أقلعا ضعيف؛ لأنه حمل على المعنى؛ وقوله: وكلا أنفيهما رابي قوي؛ لأنه حمل على اللفظ.
وقال الله سبحانه: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [2] فحمل أول الكلام على اللفظ، وآخره على المعنى، والحمل على اللفظ أقوى[3]. وقرأ قتادة "وكل
1 كلا تعرب إعراب المثنى بشرط الإضافة لمضمر فإن أضيف إلى ظاهر لزمتها الألف. [2] البقرة: 112. [3] انظر الخصائص ج3 ص314.
اسم الکتاب : دراسات لغوية في أمهات كتب اللغة المؤلف : إبراهيم محمد أبو سكين الجزء : 1 صفحة : 175