اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 85
تميم معربة ممنوعة من الصرف. قال الزمخشري[1] في "المفصل": "والبناء في المعدولة لغة أهل الحجاز, وبنو تميم يعربونها ويمنعونها من الصرف إلّا ما كان آخره راء؛ كقوله: "حضار وجعار" فإنهم يوافقون فيه الحجازيين إلّا القليل".
واسم الإشارة عند الحجازيين ذلك وتلك، وهو عند تميم ذاك وتاك[2], وأولاء بالمد لغة الحجاز، وأولى بالقصر لغة تميم, وقد أشار إلى أصل هذا الخلاف ابن مالك في ألفيته:
وبأولى أشر لجمعٍ مطلقًا ... والمدّ أولى ولدى البعد انطقا
فقال ابن عقيل في شرحه: "وفيه لغتان: المد، وهي لغة أهل الحجاز، والقصر, وهي لغة تميم"[3]، وعلى هذا الأساس يمد الضمير المتصل عند الحجازيين, بينما يقصر عند تميم، ومن السهل تطبيق ذلك نطقًا في مثل قوله تعالى: {وَنَزَعَ يَدَهُ} [4], {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ} [5], {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم} .
والظرف "منذ" عند الحجازيين هو "مذ" عند تميم, يقول أهل الحجاز: ما رأيته منذ يومين ومنذ يومان، وتقول تميم: مذ يومين ومذ يومان، فيتفقون في الإعراب ويختلفون في مذ ومنذ[6]. [1] هو محمود بن عمر، أبو القاسم، جار الله، المشهور بالزمخشري، من أئمة اللغة والتفسير, توفي سنة 538هـ. طبع كتابه "المفصل" وحده مرارًا، ومع شرح ابن يعيش عليه, وقارن في صيغة "فعال" شرح شذور الذهب 109-113. [2] شرح الأشموني 1/ 137. [3] قارن بشرح شذور الذهب 164. [4] الأعراف 107. [5] الذراريات 26. [6] المزهر 2/ 276.
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 85