responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح    الجزء : 1  صفحة : 78
ومعنى نبر الحجازين عند الاضطرار، خروجهم من سليقتهم في تسهيل الهمزة في غير لهجات خطابهم العادية، لشهورهم بأن تحقيق الهمزة في الأساليب الأدبية من شعر وخطابة أقرب إلى الفصاحة من تسهيلها, وجاء نزول القرآن بنبر الهمزة دليلًا على أن اللغة المثالية كانت قبل الإسلام قد استحسنت في هذا لحن تميم فاقتبسته واتخذته صفة من صفات نطقها الفصيح, ولكن الإسلام -جريًا على عادته في التخفيف على القبائل ومراعاة لهجاتها- لم يلزم أحدًا بتحقيق الهمزة, وإن التزمه في الوحي، فمالت قراءات أكثر الحجازيين إلى التسهيل لا النبر، كما هي الحال في قراءة نافع وأبي جعفر من أشهر قراء المدينة[1]، فإنهما يقرآن: "وَبِسَ الْمِهَادُ"[2], "وَأَصْبَحَ فُوادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا"[3], "خَاسِيًا وَهُوَ حَسِيرٌ"[4], "وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ ~لَهٍ"[5].
وفي بعض القراءات الشاذة غلو في نبر الهموزة في مثل "رَبِّ الْعَألَمِين"[6], بل تجاوز القراء الحدود حين قرءوا بهمزة مفتوحة مثل: "كَعَصْفٍ مَأكُول"[7]، وبهمزة قبل الحرف المشدد في "وَلا الضَّألِّين"[8].

[1] قارن باللهجات 66.
[2] البقرة: 203.
[3] القصص: 10.
[4] الملك 4.
[5] المؤمنون 91.
[6] انظر إعراب القراءات الشاذة للعكبري، ص5. "عن صورة شمسية لمخطوطة الكتاب" وسنختصر الإحالة على هذا الكتاب بقولنا "العكبري".
[7] العكبري 420.
[8] نفسه 13.
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست