اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 73
مفرداتها وتراكبيها هي التبي ينطق بها غالبًا أبناء اللغة العربية, فهذا سيبويه[1] يذكر كيف يراعي التميميون القياس في كسر أوائل الأفعال المضارعة، ويقرر بوضوح أن "ذلك في لغة جميع العرب إلّا أهل الحجاز"؛ ويؤكد ابن منظور[2] في "لسان العرب"[3] نسبة هذا القول إلى سيبويه في العبارة الآتية: "وزعم سيبويه أنهم يقولون: تَقَى الله رجلٌ فعل خيرًا، يريدون: اتَّقى الله رجل، فيحذفون ويخففون, وتقول أنت: تَتَّقِي الله، وتِتَّقى الله، على لغة من قال تَعْلم وتِعْلم.
وتِعْلم -بالكسر- لغة قيس وتميم وأسد وربيعة وعامة العرب, وأما أهل الحجاز وقوم من أعجاز هوازن وأزد السراة وبعض هذيل فيقولون: تَعْلم, والقرآن عليها. قال: وزعم الأخفش[4] أن كل من ورد علينا [1] هو إمام النحاة، عمرو بن عثمان، أبو بشر، الملقب بسيبويه، أول من بسط علم النحو، وصنف كتابه المسمى: "كتاب سيبويه", لم يصنع قبله ولا بعده مثله في النحو, توفي شابًّا سنة 180هـ, "ترجمته في الوفيات 1/ 385, وطبقات النحويين 66-74". [2] هو محمد بن مكرم، المعروف بابن منظور المصري، لغوي كبير, توفي بالقاهرة سنة 711هـ, طبع معجمه "لسان العرب" في بولاق, ثم في بيروت أخيرًا.
3 "لسان العرب" 20/ 283, وفي القراءات الشاذة، ص8 "إياك نِعبد" بكسر النون, وقد علق عليها العكبري بقوله: "لغة فاشية في العرب يكسرون حرف المضارعة" صورة شمسية لمخطوطة الكتاب بالمجمع العلمي بدمشق رقم 59, أما ابن سيده فيؤكد أن كسر أوائل الحروف المضارعة معروف في لغة جميع العرب إلّا أهل الحجاز. وانظر أمثلته الكثيرة وشواهده في "المخصص 14/ 216" وما بعدها, وقارن بالصاحبي 19/ والمزهر 1/ 255. [4] هو عبد الحميد بن عبد المجيد، أبو الخطاب، الأخفش الأكبر, مولى قيس بن ثعلبة، كان إمامًا في العربية، لقي الأعراب وأخذ عنهم وعن أبي عمرو بن العلاء وطبقته, أخذ عنه سيبويه والكسائي ويونس وأبو عبيدة, توفي سنة 177هـ "ترجمته في بغية الوعاة 296, وإنباه الرواة 2/ 157".
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 73