اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 51
اللهجة الشائعة في قرطاجنة هي البونية punique، وهي متفرعة عن الفينيقية، غير أن البونية قُدِّرَ لها أن تبقى حتى القرن الخامس بعد الميلاد، فعاشت عمرًا أطول من عمر أمها الفينيقية الأصلية, وأقدم النقوش الفينيقية إنما يرجع تاريخه إلى القرنين التاسع والعاشر ق. م.
5- العبرية: وهي أهم اللهجات الكنعانية على الإطلاق، وقد وصلت إلينا عن طريق أسفار العهد القديم، وفي ثنايا بعض النقوش واللوحات الصخرية، وأحيانًا عن طريق تلاوة اليهود لآيات التوراة وبعض الأوراد, ونحن نقصد بالعبرية طبعًا عبرية العهد القديم، وهي تختلف اختلافًا عظيمًا عن العبرية الحديثة التي أصبحت لغة الآداب اليهودية المستحدثة.
هذه هي لهجات الكنعانية: الأجريتية، والكنعانية القديمة، والمؤابية، والفينيقية، والعبرية[1].
وأما الآرامية: فيؤخذ من بعض الآثار الآشورية - البابلية, أن قبائلها قد هاجرت من الجزيرة أيضًا إلى أرض بابل وآشور, فيما بين القرنين الرابع عشر والثاني عشر قبل الميلاد، وقد كانت الآرامية من العنفوان والقوة بحيث استطاعت أن تفرض نفسها على جميع أخواته الشرقية والشمالية، حتى أضحت لغة التخاطب السائدة في الشرق الأدنى. وفي المرحلة الزمنية المحصورة بين سنتي 300ق. م و650 بعد الميلاد, كانت هذه اللغة الآرامية قد بلغت ذورة مجدها في جميع بلاد العراق من جهة، وفي سورية وفلسطين وما يجاروهما من جهة أخرى, ويقدر بعض فقهاء اللغة مساحة البلاد الناطقة بتلك اللغة في المرحلة المذكورة زهاء600 ألف كيلومتر مربع, ولم يكن بد من أن تتشعب هذه اللغة إلى مجموعة من اللهجات، فشملت المجموعة الشرقية منها اللهجات السائدة في بلاد العراق، وشملت المجموعة الغربية منها اللهجات الباقية المستخدمة في سورية وفلسطين وشبه جزيرة سيناء[2]. [1] للتوسع في لهجات الكنعانية انظر ولفنسون 51 إلى 113, وقارن بوافي "فقه اللغة" 30-51.
وراجع في العبرانية خاصة كتاب الأستاذ ربحي كمال "اللغة العبرية", وهو كتاب قيّم حسن المنهج, من أجود ما ألف في بابه. [2] والفرق بين هاتين المجموعتين من اللغات يلاحظ في كيفية النطق, وفي نوع الدخيل من الألفاظ "انظر ولفنسون 117" وقارن بـ Les langues arameennes Ghabot
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 51