اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 273
متممة للاشتقاق القياسي القديم. "ولكن النحت يحتاج إلى ذوق سليم خاصة، فكيرًا ما تكون ترجمة الكلمة الأعجمية بكلمتين عربيتين أصلح وأدل على المعنى من نحت كلمة عربية واحدة يمجها الذوق ويستغلق فيها المعنى"[1].
ومع أن أكثر المحدثين يميلون إلى الوقوف من النحت موقفًا معتدلًا، ولا يسمحون به إلا حين تدعو الحاجة الملحة إليه، لم يجدوا بأسًا في أن يقال "درعمي" نسبة إلى دار العلوم[2] و"أنفمي" للصوت الذي يتخذ مجراه من الأنف والفم معًا[3]، ولم يستثقلوا كلمة "لُبْأرْز" المنحوتة من لبنان وأرز، وهو اسم شجر من فصلية الصنوبريات، سموا جنسه باللغة العلمية "Libocedrus" نحتًا من "Cedrus Liban"[4] ولم يستهجنوا نحت كلمة "قبل" بشكل "قب" وحذف حرف التعريف حتى يمكن أن يقال: "قبتاريخ" Phehistoire" فتقابل "قب" العربية "pre" الإفرنجية[5]. وكلتاهما حينئذ من السوابق المزيدة نحتًا وتصديرًا "Perfixe".
وكان قرار مجمع اللغة العربية في القاهرة حكيمًا حين وافق السادة الأعضاء سنة 1948 على جواز النحت عندما تلجئ إليه الضرورة[6]. [1] المصطلحات العلمية في اللغة العربية "محاضرات للأمير مصطفى الشهابي" ص15. [2] من أسرار اللغة 75 "ط2". [3] الأصوات اللغوية 68. [4] المصطلحات العلمية14. [5] من مقال ساطع الحصري السابق. وفي المقال ذكر طائفة من الكلمات العلمية المنحوتة، واقتراحات لا تزال -رغم تعاقب الأيام- طريقة مبتكرة. وقارن بالمباحث اللغوية ص95. وانظر بعض الأمثلة الجديدة على النحت في "الاشتقاق" لعبد الله أمين ص436 إلى 444. [6] وقد أصدر المجمع في الجلسة الثانية عشر للمؤتمر "في 21 من فبراير "شباط" سنة 1948م" قراره العلمي بشأن النحت: "انظر مجلة المجمع 7/ 158".
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 273