اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 242
من وضوح المعنى ودقته، فضلًا عن ترادفه مع الصورة المبدل منها؟!
أحسب أن الذين وقعوا في مثل هذا اللبس كانوا من غلاة الاشتقاقيين الذين لم يشف صدورهم ما في الإتباع من صور محكية مكرورة، فانطلقوا إلى الاشتقاق الأكبر يسترفدونه في ضروب "إبداله" المتنوعة التي تهيب بالباحث إلى إعمال فكره، وكد ذهنه، وابتكار ناردة أو غريبة من الغرائب!!
ألا تعجب منهم إذن إن تجاهلوا أن أسوان أتوان[1]، وعريض أريض، وفقير وقير، وخائب هائب[2]، ولا تارك الله فيه ولا دارك، ويوم عك أك وعكيك أكيك: شديد الحر[3]، وشيء فذ بذ[4]، كلها من قبيل الإتباع، وودوا لو يجعلونها صورًا من الإبدال لما لاحظوه في بعضها من تقارب في المخارج والصفات؟!
وبعد، فإن غلو القوم في الاشتقاق الأكبر لا يستكثر عليهم، فإن حدوده غير واضحة المعالم، وإنه لمن الأبحاث البكر التي وجدت من فراغ الوقت ونعومة البال وترف الفكر عند بعض العلماء ما أغنى العربية بآراء إن يك فيها وهم كثير، ففيها أيضًا خيال خصيب! [1] للحزين المتردد الذي يذهب ويجيء من شدة الحزن "المزهر 1/ 416". [2] المزهر 1/ 419. [3] المزهر 1/ 420. [4] نفسه 1/ 421.
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 242