اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 227
والوطث: الضرب الشديد بالخف[1]، وفي مثل قولهم: حمس الشر وحمش: إذا اشتد، وسَئِفت يده وشئفت: إذا تشققت أصول أظفارها[2].
وتباعدت السين عن التاء مخرجًا وصفة كما رأينا في الناس والنات[3].
وقد نبهوا في إبدال السين صادًا على أنه موقوف على السماع، فكل سين وقعت بعدها عين أو غين أو خاء أو قاف أو طاء جاز فيها صادًا، مثل: يساقون ويصاقون، وصقر وسقر، وصخر وسخر: مصدر سخرت منه إذا هزأت، فأما الحجارة فبالصاد لا غير.
واشترطوا أن تكون السين متقدمة على هذه الحروف لا متأخرة بعدها، وأن تكون هذه الحروف مقاربة لها لا متباعدة عنها، وأن تكون السين هي الأصل، فإن كانت الصاد هي الأصل لم يجز قلبها سينًا؛ لأن الأضعف يقلب إلى الأقوى، ولا يقلب الأقوى إلى الأضعف[4].
والشين تقاربت مع الثاء والسين صفة، فأبدلوها بهما ولو تباعدت منهما مخرجًا. قالوا: نثر الحب: رمى به متفرقًا، ونشر الراعي غنمه: بثها[5]. وقالوا: الغبش والغبس: السواد، ومنه: غبش الليل وأغبش، وغبس وأغبس[6]. وقد نبهنا على تجانس الشين والجيم في مثل الأجدر والأشدر.
والصاد أبدلوها سينًا وزايًا على تجانس، نحو: ما كدت أتملص منه وأتملس وأتلمز[7]: بمعنى أتحلص. لكنهم باعدوا في إبدالها تاء في مثل [1] الأمالي 2/ 114. [2] نفسه 2/ 125. [3] راجع هذا في صفحة 221. [4] هذه التنبيهات وا لشروط وردت في كتاب "الفروق بين الأحرف الخمسة" لأبي محمد البطليوسي، وقد سبقت ترجمته ص214. ونقله السيوطي في "المزهر 1/ 469". [5] الاشتقاق "أمين" 365. [6] المخصص 13/ 278. [7] ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانية "للأصمعي" الورقة 130/ أ "مخطوطة الظاهرية، 119 تصوف".
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 227