اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 220
فقليلان نادران، وإن كانا يتفاوتان بين حرف وآخر.
فمن أمثلة الإبدال المحفوظة في الهمزة أربع صور من التقارب: مع العين، والقاف، والواو، والياء؛ فقد عاقبت الهمزة العين في قولهم: آديته على كذا وأعديته: قويته وأعنته[1], وموت ذؤاف وذعاف، وهو الذي يجعل القتل[2]. وعاقبت الهمزة القاف في قولهم: القوم زهاق مئة وزهاء مئة، بضم الزاي وكسرها فيهما، بمعنى واحد[3]. وعاقبت الهمزة الياء في الرجل الألمعي واليلمعي, وهو الظريف[5]، وفي العود الألنجوج واليلنجوج, وهو الذي يُتَبَخَّرُ به[6], وفي أسنانة ألل ويلل, إذا كان فيها إقبال على باطن الفم[7].
أما التجانس فله في الهمزة صورة مع الهاء، فقد عاقبت الهمزة الهاء في أيا وهيا، واتمأل السنام واتمهل إذا انتصب، وأرقت الماء وهرقته[8].
وأما التباعد فله في الهمزة صورة مع الغين، مع أن كلًّا منهما حرف حلقي، لكنهما متباعدان مخرجًا وصفة[9]، كالمأص والمغص من [1] الأمالي 2/ 78. [2] المزهر 1/ 462. [3] الاشتقاق "أمين" 362. وجميع الأمثلة التي سننقلها عنه إنما هي لابن السكيت.
4 المزهر 1/ 462, وقارن بما ذكرناه ص79 عن اختلاف الحجاز وتميم في مثل هذه الألفاظ. [5] الأمالي 2/ 160. [6] المزهر 1/ 463. [7] الأمالي 2/ 160. [8] المزهر 1/ 462. [9] ومن العجيب أن يكون بين الهمزة والغين تباعد مع أنهما حلقيان، يخرجان من عضو واحد، على حين يكون بين الهمزة والقاف تقرب كما رأينا؛ لأنهما متقاربان صفةً وإن تباعدا مخرجًا.
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 220