اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 214
حرف، "وإنما هي لغات مختلفة لمعانٍ متفقة؛ تتقارب اللفظتان في حرفٍ لمعنًى واحد، حتى لا يختلفا إلّا في حرف واحد"[1].
وعندما تحدثنا عن اختلاف اللهجات، ذكرنا كثيرًا من الأصوات التي تباين أداؤها بين قبائل العرب ولا سيما قريش وتميم؛ كالثاء والفاء في لثام ولفام، والظاء والضاد, في فاضت نفسه وفاظت، والسين والصاد في السمخ والصمخ، والقاف والكاف في قشطت وكشطت، والجيم والياء في صهريج وصهريّ[2]، فلا يعقل أن يشترك العرب في شيء من ذلك؛ إنما يقول هذا قوم وذاك آخرون[3].
ومما يدل على أن هذه الأحرف لهجات مختلفة ما رواه اللحياني [4] قال: قلت لأعرابيّ: أتقول مثل حَنَك الغراب أو مثل حلَكه؟ فقال: لا أقول مثل حَلَكه! 5
وقال البَطَلْيَوْسي[6] في شرح الفصيح: قال أبو بكر بن دريد، قال أبو حاتم[7]: قلت لأم الهيثم: كيف تقولين؟ أشد سوادًا مماذا؟
قالت: من حلََك الغراب, قلت: أفتقولينها من حنك الغراب؟
فقالت: لا أقولها أبدًا8! [1] المزهر 1/ 460, وقارن بما ذكرناه ص96. [2] راجع بعناية واهتمام ما ذكرناه ص 91-96. [3] المزهر 1/ 460. [4] هو الإمام اللغوي المشهور علي بن حازم اللحياني، أبو الحسن، المتوفى سنة 215هـ.
5 المزهر 1/ 475. [6] هو عبد الله بن محمد بن السيد، المشهور بالبطليوسي, من كبار علماء اللغة, ولد ونشأ في بطيلوس بالأندلس, له تصانيف قيمة في اللغة والأدب منها:"الاقتضاب في شرح أدب الكتاب لابن قتيبة" وقد طبع، وكتاب "المثلث" على مثال "مثلثات قطرب" وهو مخطوط؛ و"المسائل والأجوبة" وهو مخطوط أيضًا. توفي سنة 521هـ. "الوفيات 14/ 265؛ والبداية والنهاية 12/ 198. [7] هو سهل بن محمد السجستاتي, وقد سبقت ترجمته.
8 المزهر 1/ 475.
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 214