responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح    الجزء : 1  صفحة : 191
وللقارئ أن يتساءل: ما بال ابن دريد يسمي مادته هذه "ب ج ر" مع أنه أدرجها بين التقاليب الخامسة في الترتيب، وبدأ بتقليب "ج ب ر"؟
أما تسميته المادة "ب ج ر" فلما أخذ به نفسه من ترتيب مواد جمهرته حسب الترتيب الهجائي لحروف أصولها، مع مراعاة أوائل هذه الأصول.
ولا ريب في أن "ب ج ر" تقدم حينئذ على "ج ب ر", كما تقدم على بقية التقاليب، فإنها جميعًا مادة ثلاثية واحدة, أولها الباء وآخرها الراء وأوسطها الجيم.
وأما ابتداؤه بتتقليب "ج ب ر" فربما كان السر فيه ما غلب على ظنه من أن العرب أكثرت من استعماله، وتصرفت في معانيه، ووفّرت الشواهد عليه, وإلا فهو أمر هكذا وقع لابن دريد، ومن العبث التساؤل عن تقديم ما قُدِّمَ، وتأخير ما أُخِّرَ.
أ - وأهم ما ورد في تقليب "ج ب ر" جبور العظم[1]، والجبارة الخشب الذي يشد على العضو المكسور، وأجبرت الرجل على كذا فهو مجبر، والجبر الملك[2]، والجبار: للنخل الذي قد فات اليد.
ب- وفي تقليب "ب ر ج" يذكر ابن دريد البُرْج من بروج الحصن أو القصر، ويرى أنه عربي معروف، أما البرج من بروج السماء فلم تعرفه العرب، إنما كانت تعرف منازل القمر[3], ثم يذكر "البَرَجَ" وهو نقاء بياض العين وصفاء سوادها، ويربط بين تبرج المرأة وبَرَجَ

[1] ويلاحظ ابن دريد هنا أن العظيم يجبر بنفسه جبورًا، ولكن الله يجبر جبرًا، وهكذا يكون قد جبره الله فجبر "على وزن فعله ففعل" ولذلك يقول: وهذا من أحد ما جاء على "فعلته ففعل".
[2] ومن الغريب أن ابن دريد فاته أن يعرض هنا لاسم الله "الجبار".
[3] ألَا يكون في هذا اعترف ضمني بأن القرآن هو الذي عرَّبَ البرج "الذي هو من بروج السماء" عندما نزل بمثل هذه الآية {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} ؟
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست