اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 102
يستقرون في مكان[1].
وبسبب هذا الاشتراك الصوتي الناجم عن الغموض في أداء النغم حقه، جرى على لسان تميم أحيانًا كَتْبَ بدلًا من كَتَبَ، فاستعاضت عن فتح عين الماضي بتسكينها, ومن هذا النوع بلا ريب ما يؤثر عن كثير من بني تميم[2] من تسكين الكلمات الآتية: فَخْذ، كَبْد، في الإفراد، ورُسْل، وخمُرْ، وفُرْش، في الجمع، بينما يتوالى تحقيق المتحركات جميعًا عند الحجازين، فيقولون على التعاقب: فَخِذَ، كَبِدَ، رُسُلُ، خُمُر، فُرُش؛ وهكذا دواليك[3]. ولا شك أن هذا التخفيف، عند الآخذين به، ليس بواجب، ولا هو بناء بُنِيَ اللفظ عليه في الأصل، وإنما هو عارض, ولقد نبه إلى هذا سيبويه حين ردَّ مثل: عَلْمَ وكَرْمَ إلى عَلِمَ وكَرُمَ، إذ جعل المتكلم الفعل لنفسه فقال: عَلِمْتُ وكَرُمْتُ[4].
ولا يختلف كثيرًا عما نحن بصدده من الاشتراك الصوتي ما تمتاز به تميم من الإنباع الصوتي في مثل: "ضَحِكَ ضِحِكًا" عوضًا عن "ضَحِكَ ضَحِكًا" فقد أثَّرَ صوت الحاء المكسور -وهو عين هذه الكملة- على الضاد المفتوحة في أولها، فلم تُعَنَّ تميم نفسها في تحقيق صوتين متعاقبين متنافرين، واستسهلت إتباع أولهما ثانيهما بسبب القرب والجوار[5]. [1] اقرأ بعناية "اللهجات ص85". [2] يفهم من "اللسان" أن هذه بالدرجة الأولى لغة بكر بن وائل, على أن تميمًا تشاركها فيها. [3] انظر في "المخصص 14/ 220" باب ما يسكن استخفافًا, وهو في الأصل عندهم متحرك. [4] راجع رأي سيبيويه في "المخصص 14/ 222", وقارن بالمزهر 2/ 109 كيف يرد هذا التخفيف إلى اختلاف اللغات. [5] ومن ذلك: لئيم، نحيف، رغيف، كلها بكسر الحرف الأول في لغة تميم. "المخصص 14/ 213". وفي القراءات الشاذة صور من الإتباع: "الحمد لله". انظر إعراب القراءات الشاذة العكبري 4. وانظر في "الزهر 2/ 66" أمثلة أخرى على الإتباع.
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 102