اسم الکتاب : دراسات في علم اللغة المؤلف : كمال بشر الجزء : 1 صفحة : 49
ثلاثة من الأسماء تدل على ستة من المسميات. وهذه الثلاثة هي، كما سبق الألف والواو والياء إذ كل واحد منها يكون مدا وغير مد"[1].
أما النظام الثاني للألفباء العربية؛ فهو ذلك النظام المشهور والمعروف بيننا الآن، وهو الذي تسير عليه وزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية. وألفباء هذا النظام تتألف من ثمانية وعشرين رمزا فقط، فلم تذكر فيه الواو والياء إلا مرة واحدة، ولم تأخذ في حسبانها الألف في "لا" مكتفية بالألف الموجود في أول الألفباء، على أن يؤدي وظيفتين مختلفتين "اسما ورمزا"، فيطلق على الهمزة، وعلى الفتحة الطويلة "ألف المد" كلتيهما. ويكون لفظ "الألف" حينئذ من قبيل المشترك اللفظي، كما قرر ذلك حفني ناصف في كلامه السابق.
وهذا النظام -في رأينا- أوفق وأقرب إلى الواقع، لأن تخصيص رمز مستقل للفتحة الطويلة، يوجب تخصيص رمز مستقل لكل من الواو والياء، عندما تكونان حركتين طويلتين "uu" و"ii" كما سبق أن بينا عند مناقشة النظام الأول.
غير أنه ينبغي على أتباع هذا النظام أن يدركوا حقيقة مهمة، وهي أن كلا من الألف والواو والياء في ألفبائهم يعني شيئين اثنين لا شيئا واحدا، أحدهما: صوت صامت consonant. وهو الهمزة والواو والياء والثاني: حركة "أو حرف مد" وهو الفتحة الطويلة والضمة الطويلة والكسرة الطويلة. ولكن هل يعلم رجال وزارة التربية ذلك؟ ربما، وقليل ما هم.
على أن لنا رأيا خاصا في هذه المشكلة نعرضه في كلمات: نحن نختار نظام الألفباء المكون من ثمانية وعشرين رمزا، ولكن بشرط أن تكون هذه الألفباء الأصوات الصامتة فقط consonants. وهذا معناه أن الألف في [1] حفني ناصف: تاريخ الأدب ص11.
اسم الکتاب : دراسات في علم اللغة المؤلف : كمال بشر الجزء : 1 صفحة : 49