اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 444
(إن الذِّئَابَ قد اخضَرَّت بَرَاثِنُها ... والناسُ كلُّهم بكْرٌ إذا شَبِعُوا)
يريد أن الناس إذا أخصَبوا أعداء لكم كبَكْر بن وائل.
وقال أبو عبيدة في كتاب أيام العرب: أخبرنا فراس بن خندف قال: جَمَعت اللَّهازِم لتُغيرَ على بني تميم وهم غارون فرأى ذلك ناشب الأعور بن بشامة العَنْبري وهو أسيرٌ في بني سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة فقال لهم: أَعْطُوني رسولا أُرْسِله إلى أهلي أُوصيهم في بعض حاجتي وكانوا اشتروه من بني أبي ربيعة فقالت بنو سعد: ترسله ونحن حضوروذلك مخافة أن يُنْذِر قومَه فقال: نعم فأرسلوا له غلاما مولدا لهم.
فقال لهم لما أتوه به: أتيتموني بأحمق فقال الغلام: والله ما أنا بأحمق فقال الأعور: إني أراك مجنونا قال: ما أنا بمجنون.
قال: فالنيران أكثر أم الكواكبقال: الكواكب وكلٌّ كثير.
وقال آخر: إنه قال له: والله ما أنا بأحمقفقال الأعور: إن لك لَعَينَي أحمق وما أراك مبلغا عنيقال بلى لعمري لأُبَلِّغَنّ عنك فملأ الأَعور كفه من الرمل.
فقال: كم في كفيقال: لا أدري وإنه لكثير لا أُحْصيه فأومأ إلى الشمس بيديه فقال: ما تِلك قال: الشمس.
قال: ما أراك إلا عاقلا شريفااذهب إلى أهلي فأبْلغهم عني التحية وقل لهم: لِيُحْسنوا إلى أسيرهم ويُكْرموه فإني عند قوم محسنين إلي مكرمين لي وقل لهم: فَلْيعروا جملي الأحمر ويركبوا ناقتي العيساءوليرعوا حاجتي في بني مالك وأخْبِرهم أن العَوْسَج قد أوْرَق وأن النساء قد اشتكت وليعصوا همَّام بن بشامة فإنه مشؤوم مَحْدود وليطيعوا هُذَيل بن الأخنَس فإنه حازم ميمون.
فقال له بنو قيس: ومن بنوا مالك هؤلاءقال: بنو أخي.
وكره أن يعلَم القوم.
وزعم سليمان بن مزاحم أنه قال: وإذا أتيتَ أم قدامة فقل لها: إنكم قد أسأتم إلى جملي الأحمر وأنْهَكْتُموه ركوبا فاعْفوه وعليكم بناقتي الصَّهباء العافية فاقْتَعدوها.
فلما أتاهم الرسول فأبلغهم لم يَدْر عمرو بن تميم ما الذي أرسل به الأعور وقالوا: ما نعرف هذا الكلام ولقد جُنّ الأعور بَعدنا.
اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 444