اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 305
يجوز اجتماعهما لواحدٍ في زمن واحد.
أو يتواصلا فإما أن يكونَ أحدُهما جزءا من الآخر كالممكن العام للخاص أو صفة كالأسود لذي السواد فيمن سمي به.
وذكر صاحب الحاصل: أن النقيضين لا يُوضع لهما لفظٌ واحدلأن المشتركَ يجبُ فيه إفادة التردُّدِ بين معنييه والتردُّد في النقيضين حاصل بالذات لا من اللفظ.
وقال غيره: يجوز أن يُوضع لهما لفظٌ واحد من قبيلتين.
وقال ألِكْيا في تعليقه: المُشْترك يقعُ على شيئين ضدين وعلى مختلفين غير ضدين فما يقع على الضدين كالجون وجللوما يقع على مختلفين غير ضدين كالعين.
وقال ابن فارس في فقه اللغة: من سنن العربِ في الأسماء أن يُسَمُّوا المتضادَّين باسمٍ واحد نحو الجَوْن للأسود والجَوْن للأبيض.
قال: وأنكرَ ناسٌ هذا المذهَب وأن العربَ تأتي باسم واحد لشيء وضده وهذا ليس بشيءوذلك أن الذين رَوَوا أن العربَ تسمِّي السيفَ مهنداوالفرس طِرْفاً هم الذين روَوا أن العربَ تسمِّي المتضادَّين باسمٍ واحد.
قال: وقد جرَّدْنا في هذا كتابا ذَكرْنا فيه ما احتَجُّوا به وذكرنا ردَّ ذلك ونَقْضَه (فلذلك لم نكرره) .
وقال المبرد في كتاب (ما اتَّفَقَ لفظُه واختلف معناه) :
مِنْ كلام العرب اختلافُ اللفظين لاختلاف المعنيينواختلاف اللفظين والمعنى واحدواتفاق اللفظين واختلاف المعنيينفأما اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين فقولك: ذهب وجاءوقام وقعد ورجل وفرس ويَدٌ ورِجل.
وأما اختلافُ اللفظين والمعنى واحد فقولك: ظننت وحسبتوقعدت وجلستوذراع وساعدوأنف ومَرْسن.
وأما اتِّفَاقُ اللفظين واختلافُ المعنيين فقولك: وَجدت شيئا إذا أردت وِجْدان الضَّالة ووجَدْت على الرجل من المَوْجدَة ووجدْتُ زيدا كريما أي علمت.
وكذلك ضربت زيداوضربت مثلاوضربت في الأرض إذا أبعدت.
وكذلك
اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 305