اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 302
قوله (بأن كَذَب القَراطِف والقروف) هذا الكلام لفظي الخبر ومعناه الإغراءتقول: كذب عليك كذا أي عليك به.
وفي حديث عمر: أن عمرو بن معد يكرب شكى إليه المعَص فقال: (كذَبَ عَليك العَسَلُ) .
وقال ابن خالويه في شرح الدريدية في قوله: // من الكامل //
(كذَب العَتِيقُ وَماءُ شَنٍّ بَارِدٌ)
هذا إغراء أي عليك العتيق والماء البارد ولكنه كذا جاء عنهم بالرفع لأنه فاعل كذب والعرب تقول: كَذَب عليك العسل أي الزمْ العَدْو وسرعةَ السير والمشي.
وفي الحديث: كذب عليكُمُ الحج وكذب عليكم العمرة وكذب عليكم الجهادثلاثة أسفار كذَبْنَ عليكم.
وقال التبريزي في موضع آخر من تهذيبه: تقول للرجل إذا أمرته بالشيء وأغريته به: كذب عليك كذا وكذا أي عليك به وهي كلمةٌ نادرة جاءت على غيرِ القياس.
قال عمر: يا أيها الناس كذب عليكم الجج.
أي عليكم بالحج ويقال: كَذَب عليكم الحج والحج بالنصب والرفع لغتان النصب على الإغراء والرفع على معنى وجب عليكم وأمْكنَكم.
أنشد الأصمعي للأسود بن يعفر: // من الطويل //
(كَذَبْتُ عَلَيك لا تَزال تَقُوفُني)
أي عليك بي فاتبعني.
اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 302