اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 292
الله فإنها واحدة ومَدْلولها واحد.
ويسمّى هذا بالمفردلانفراد لفظه بمعناهأو يتعَدَّدا فهي الألفاظ المتباينة كالإنسان والفرس وغير ذلك من الألفاظ المختلفة الموضوعة لمعانٍ مختلفة وحينئذ إما أن يمتنع اجتماعُهما كالسَّواد والبياض وتسمَّى المُتباينة المُتَفاضلة أو لا يمتنع كالاسم والصفة نحو السيف والصارم أو الصفة وصفة الصفة كالناطق والفصيح وتسمى المتباينة المتواصلة أو يتعدد اللَّفظُ والمعنى واحدٌ فهو الألفاظ المُترادفة أو يتحد اللفظ ويتعدَّد المعنى فإن كان قد وُضع للكل فهو المشترك وإلا فإن وُضع لمعنى ثم نُقل إلى غيره لا لِعلاقةٍ فهو المُرْتجل أو لعلاقة فإن اشتهر في الثاني كالصَّلاة سُمِّي بالنسبة إلى الأول منقولا عنه وإلى الثاني منقولا إليهوإن لم يشتهر في الثاني كالأسد فهو حقيقة بالنسبة إلى الأول مجازٌ بالنسبة إلى الثاني. النوع الخامس والعشرون
معرفة المشترك
قال ابن فارس في فقه اللغة: باب الأسماء كيف تقع على المسميات. يسمَّى الشيئان المختلفان بالاسمين المختلفينوذلك أكثر الكلامكرجل وفرس.
وتسمى الأشياء الكثيرة بالاسم الواحدنحو عين الماء وعين المال وعين السحاب.
ويسمى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة نحو السيف والمهند والحسام.
انتهى.
والقسم الثاني مما ذكره هو المشتَرك الذي نحنُ فيه.
وقد حدَّه أهل الأصول بأنه اللفظُ الواحدُ الدالُّ على معنيين مختلفين فأكثر دلالة على السواء عند أهل تلك اللغة واختلف الناس فيهفالأكثرون على انه ممكن الوقوعلجواز أن يقعَ إما من وَاضِعَيْن بأنْ يضعَ أحدُهما لفظا لمعنى ثم يضعُه الآخرُ لمعنى آخر ويَشْتَهِر ذلك اللفظ بين الطائفتين في إفادته المعنيينوهذا على أنَّ اللغات غيرُ توقيفية وإما مِنْ واضعٍ واحدٍ لغرض الإبهام على السامع حيثُ يكونُ التصريح سببا للمَفْسدة كما رُوي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه - وقد سأله رجلٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم وقت ذهابهما إلى الغار: من هذاقال: هذا رجلٌ يَهْديني السبيلَ.
اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 292