اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 256
كثير بمثله طالت لغةُ العرب (دون) اللغات ولو أراد معبِّرٌ بالأعجمية أن يعبر عن الغنيمة والإخْفاق واليقين والشك والظاهر والباطن والحق والباطل والمُبين والمُشْكل والاعتزاز والاستسلام لعيَّ به والله تعالى أعلم حيث يجعل الفضل.
ومما اختصَّت به العربُ بعد الذي تقدم ذكرُه: قَلْبُهم الحروفَ عن جهاتها ليكون الثاني أخفَّ من الأولنحو قولهم مِيعاد ولم يقولوا مِوْعاد (وهما من الوعد إلا أن اللفظ الثاني أخف) .
ومن ذلك: تركُهم الجمع بين الساكِنَيْن وقد يجتمعُ في لغة العجم ثلاثة سواكن ومنه قولهم: يا حارميلا إلى التخفيف.
ومنه: اختلاسُهم الحركات في مثل: // من السريع //
(فاليوم أشْرَبْ غير مُسْتَحْقِبٍ)
ومنه الإدغامُ وتخفيفُ الكلمة بالحذف نحو: لم يَكُ ولم أُبَلْ.
ومن ذلك إضمارُهم الأفعال نحو: امرأ اتَّقى الله وأمْرَ مُبْكياتك لا أمْر مُضْحكاتك.
ومما لا يمكنُ نقلهُ البتَّة أوصافُ السيف والأسد والرُّمح وغير ذلك من الأسماء المُترادفة.
ومعلوم أن العجمَ لا تعرفُ للأسد أسماء غيرَ واحد.
فأما نحن فنخرج له خمسين ومائة اسم.
اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 256