responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب    الجزء : 1  صفحة : 253
ومثل ذلك حدث في اللغة الفرنسية؛ إذ ليس في أسمائها إلا التذكير والتأنيث، "وكانت الإنجليزية في ذلك أوغل من الفرنسية، فقد كانت الإنجليزية القديمة، تميز في الأداة ثلاث صيغ مختلفة للأجناس الثلاثة المختلفة: thact seo , se بل كانت تحتوي على تصريف كامل للأداة، فيه أربع حالات مختلفة لكل فرع من فروع العدد، ولكنها ما لبثت أن بسطت هذا التصريف إذ إنها قالت أولا في حالة الرفع بتأثير القياس: theo the theat، ثم جمعت بين المذكر والمؤنث في صيغة واحدة the، وأخيرا أسقطت المبهم "ويقصد به المحايد"، فلم يبق لها في المفرد إلا صيغة واحدة، وفضلا عن ذلك كانت هذه الصيغة هي صيغة الجمع، ولما فقدت الأداة تصرفها، حرمت اللغة من التعبير عن الجنس؛ لأن الصفة من جهتها صارت مجردة من التصريف"[1].
وقد فطن بعض العلماء إلى أن التذكير والتأنيث في اللغة من خصائص الحيوان وأن إطلاقه على غير ذلك يكون على سبيل المجاز، فقال ابن رشد: "والتذكير والتأنيث في المعاني إنما يوجد في الحيوان، ثم قد يتجوز في ذلك في بعض الألسنة، فيعبر عن بعض الموجودات بالألفاظ، التي أشكالها أشكال مؤنثة، وعن بعضها بالتي أشكالها أشكال مذكرة. وفي بعض الألسنة ليس يلفى فيه المذكر والمؤنث شكل خاص، كمثل ما حكي أنه يوجد في لسان الفرس، وقد يوجد في بعض الألسنة أسماء هي وسط بين المذكر والمؤيث، على ما حكي أنه يوجد كذلك في اليونانية"[2].

[1] انظر: اللغة لفندريس 130.
[2] تلخيص الخطابة 569.
اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست