responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب    الجزء : 1  صفحة : 130
ولا تزال في اللغات الراقية، بقايا هذه البدائية، في بعض الإشارات الجسمية الموضحة للمراد من الكلام، في بعض الأحيان. وهذا هو السر في غموض بعض كلمات الحديث التليفوني، أو أحاديث الظلام. وقد روى لنا ذلك "ابن جني" فقال: "وقال لي بعض مشايخنا رحمه الله: أنا لا أحسن أن أكلم إنسانا في الظلمة"[1]. كما يقول ابن جني أيضا: "وكذلك إن ذممت إنسانا، ووصفته بالضيق، قلت: سألناه وكان إنسانا! وتزوي وجهك وتقطبه، فيغني ذلك عن قولك: إنسانا لئيما أو لحزًا أو مبخلا أو نحو ذلك"[2].
وتعكس اللغة أثر التفاوت بين طبقات المجتمع. وفي ذلك يقول "ماريو باي": "من المسلم به أن اللغة تتغير، تبعا للطبقة التي تتحدث بها. وقد صرح بعض هواة اللغويات في بريطانيا، بأن هناك نوعين من اللغة، أحدهما وقف على الطبقة الراقية، ولا يمتد استعماله إلى الطبقة الدنيا، والآخر لا يستخدمه إلا أفراد الطبقة الدنيا. وهناك لغات تصل الفوارق الطبقية فيها إلى أبعد من ذلك، فهناك مثلا ثلاثة أنواع للغة "جاوا"، أحدها يتحدث به أهل الطبقة الدنيا ويسمى: نجوكو Ngoko والآخر تستخدمه الطبقة الراقية، ويسمى كراما Krama وثالث لتسهيل عملية التفاهم بين الطبقتين، ويسمى: ماديا Madya. ويتحدث أفراد الطبقة الراقية في بعض التمثيليات الهندية القديمة: اللغة السنسكريتية، على حين يتحدث أفراد الطبقة الدنيا: اللغة البراكريتية"[3].

[1] الخصائص 1/ 247.
[2] الخصائص 2/ 371.
[3] لغات البشر 82، 83.
اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست