responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب    الجزء : 1  صفحة : 122
الثاني: أنه يشرح لنا السر في نمو اللغة، من حيث متنها وأساليبها. ويعزو ذلك إلى سلوك الإنسان مسلك التقدم والرقي، في جميع مقومات حياته الخاصة، وظروفه الاجتماعية، وإلى حاجته الماسة إلى تنمية لغته، لتساير حياته، ولتسعفه حين يريد التعبير عن أفكاره أو رغباته المتزايدة على الدوام.
الثالث: أنه لا يمنع أن يكون هناك أكثر من عامل واحد في نشأة اللغة وتطورها، فمن الجائز، بل يكاد يكون من المحقق -في نظر أصحاب هذا المذهب- أن يكون الإنسان، قد تأثر في إصدار الأصوات الساذجة أو المكيفة، بما سمع من أصوات الحيوان، أو الظواهر الطبيعية، وأن بعض تلك الأصوات، كان تعبيرا تلقائيا عن الآمه ورغباته وانفعالاته وعواطفه. هذا إلى أن هذا المذهب، لا ينكر أثر الاشتقاق والوضع، في تنمية متن اللغة، وتوسيع نطاقها.
تلك هي أشهر المذاهب، التي ابتكرت لتفسير نشأة اللغة الإنسانية. وهناك بعض المذاهب الأخرى، التي ضربنا صفحا عن ذكرها، لتفاهتها، أو لتضمنها فيما تقدم من المذاهب.
ولكن.. هل وصلت هذه النظريات المختلفة، إلى حل واضح لهذا الموضوع الشائك، موضوع نشأة اللغة الإنسانية؟ بالطبع لا ... ! وإن هذا المذهب الأخير، على الرغم مما يبدو فيه من ثوب علمي، فإن فيه كذلك عيبا خطيرا، وهو أنه يتخذ الطفل أساسا، لتطبيق مراحل نمو اللغة عند الإنسان الأول، مع أن هناك فارقا مهما بين لغة الطفل، ولغة هذا الإنسان الأول، ذلك لأن الطفل يكتسب هذه اللغة من أبويه، والمحيطين به، وهم لا يملون من ترديد المقاطع التي يتفوه بها الطفل، ويصلحون له أخطاءه، حتى يصل إلى مرحلة النضج اللغوي، ولم يكن هذا أمر متيسرا

اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست