اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز الجزء : 1 صفحة : 213
الممكن عادة تحدد مجالات دلالية عبر اللغات "وذلك مثل مجال الألوان، ومجال القرابة، ومجال الأثاث، ومجال الطعام" وأن نثبت أن المجالات ليس متماثلة، وفي السنوات الأخيرة استرشدت بحوث دلالية كثيرة بالمبدأ الذي يذهب إلى أن معنى المفردة تحددها شبكة العلاقات الاستبدالية والأفقية التي تربط المفردة موضع البحث بجيرانها في المجال المعجمى الواحد، والآراء النظرية لمن أطلق عليهم أصحاب نظرية المجال "مثل أولئك الذين يقومون بعملية التحليل العناصري" عادة ما تكون موضع خلاف فلسفي أو غير قابلة التصديق إلى درجة كبيرة، لكن النتائج التجريبية التي حصلوا عليها وهم ومن تابعهم طورت فهمنا للبنية المعجمية بغير حدود.
وكان لتأكيدهم على الأولوية المنطقية للعلاقات البنيوية في تحديد معنى المفردة أهمية خاصة، فبدلا من القول بأن مفردتين مترادفتان من الناحية الوصفية؛ لأن كل منهما له معنى كذا وكذا وأن المعنيين متطابقان فإنهم سيقولون إن ترادف المفردتين جزء من معناهما، وبالمثل فيما يتصل بالتضاد، والعموم والخصوص، وفيما يتصل بسائر علاقات المعنى الاستبدالية والأفقية ذات الصلة، فنحن لكي نعرف المفردة يجب أن نعرف علاقات المعنى العديدة التي تربطها بغيرها.
وهذا العرض كما سنرى فيما بعد في الأقسام التالية يتطلب تكملة، فليست المفردات وحدها هي التي يكون لها معنى وصفي "sense" بل إن التعبيرات التي تتركب من أكثر من مفردة واحدة قد يكون لها معنى وصفي أيضا، والعلاقات الأفقية والاستبدالية الواحدة تربط المفردة والتعبيرة غير المفردة "الأكثر تعقيدا" أو بين تعبيرتين أكثر تعقيدا كما تربط مفردتين، ويبدو أنه من المعقول أن نقول إن معرفة معنى مفردة يتضمن أيضا معرفة
اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز الجزء : 1 صفحة : 213