اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز الجزء : 1 صفحة : 210
فبعض المفردات في اللغة الإنجليزية وفي لغات أخرى تشير في الواقع إلى أنوع طبيعية "وذلك مثل أصناف الكائنات الحية، والمواد الطبيعية" مثل "بقرة"، و"رجل" و"ذهب"، و"شجرة ليمون" ... إلخ، ولا تشير الأغلبية العظمى من الكلمات إلى مثل ذلك، وأكثر من ذلك -وهي نقطة حاسمة- فإن المفردات التي تشير إلى الأنواع الطبيعية تفعل ذلك بصورة عرضية غير مباشرة إن جاز التعبير، ويعد ذلك بصفة عامة فوارق هامة من الناحية الثقافية فيما بين أصناف الكينونات، وكتلة المادة المتجانسة إلى حد ما وذلك مثل الماء، والصخر، والذهب التي تحدد البنية المعجمية للغات، وهي فوارق قد تتوافق أو لا تتوافق مع الحدود الطبيعية، فعلى سبيل المثال -تبعا لبلومفيلد ذي الاتجاه التجريبي القوي- الكلمة الإنجليزية salt تشير بصورة مألوفة إلى كلوريد الصوديم "NaCl"، ومن المسلم به أن هذه هي دلالتها الذاتية وإن لم تكن كامل معناها، وأن كلوريد الصوديوم مادة توجد بصورة طبيعية، ولا يرجع ذلك إلا إلى الدور المميز الذي يلعبه الملح في ثقافتنا "وبسبب أنه لدينا دائما مناسبة لأن نشير إليه" إذ إن لكلمة "ملح" الدلالة الذاتية التي لها، وحقيقة أن "ملح" يشير إلى مادة طبيعية نظرة لا تتصل باللغة.
وفيما يتعلق بعدم التماثل المعجمي فإن أكثر اختبارات مفردات اللغات الإنسانية اتصافا بالسطحية تكشف سريعا عن أن المفردات في لغة ما لا تميل إلى أن يكون لها نفس الدلالة الذاتية للمفردات في لغة أخرى فعلى سبيل المثال الكلمة اللاتينية "mus" تشير إلى كل من الفئران والعِرس "ولا نذكر بعض الأصناف الأخرى من الحيوانات القارضة" والكلمة الفرنسية "sing" تشير إلى كل من الغوريلا والقردة وهلم جرا، ويوجد بطبيعة الحال أمثلة
اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز الجزء : 1 صفحة : 210