اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز الجزء : 1 صفحة : 20
إنتاج سلسلة من الأصوات أوسع مما قد تجده في كلام أولئك الذين يتصل بهم الأطفال لا يمكن تفسيرها بتقليد الطفل للأصوات التي يسمعها من حوله كالببغاء، وأكثر من ذلك فمن الممكن أن نبرهن بالتجربة أن الأطفال في مقدورهم وهم في الأسابيع الأولى من حياتهم أن يميزوا بين أصوات اللغة والأصوات الأخرى، وأنهم على استعداد لأن يعطوا انتباههم لها، أما الكائنات العليا التي تقترب من الإنسان فرغم أن لها أجهزة فسيولوجية تشبه ما للإنسان فإنها لا تبدو على نفس الاستعداد لإنتاج الأصوات الإنسانية أو تمييز خصائصها وربما كان ذلك السبب الرئيسي وراء فشل تعليم الشمبانزي اللغة المنطوقة بينما تحقق قدر كبير من النجاح في تعليمها لغات أو نظم شبيهة باللغات إشاراتها تنتجها اليد وتفسرها العين "ومعروف الآن أن جماعات الشمبانزي تتواصل فيما بينها في بيئاتها الطبيعية من خلال الإشارات الإيمائية والإشارات المنطوقة وتبدو الإشارات الإيمائية أكثر تمييزا وثراء من النداءات المنطوقة انظر: "1 - 7" وأخيرا فإن هناك حقيقة مؤداها أنه بعد فترة الطفولة يكون نصفا مخ الإنسان مختلفين من الناحية الوظيفية فيسيطر أحد نصفي المخ الإنساني على القيام بعمليات معينة، والجانب الأيسر من المخ عند أغلب الناس هو الذي يقوم بمعالجة الإشارات اللغوية وهو أفضل من النصف الأيمن من حيث معالجة الأصوات اللغوية لا الأنواع الأخرى من الأصوات.
وشاهد من هذا النوع على الرغم من أنه غير قاطع إلا أنه مثير للتفكير بدرجة عالية فتبعا لأحد الافتراضات المقنعة تطورت اللغة الإنسانية -في بعض المراحل الخاصة بتطور الجنس البشري- من نظام اتصالي إيمائي أكثر منه نطقي، وثمة أسباب عديدة وراء احتمال حدوث ذلك وبغض النظر
اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز الجزء : 1 صفحة : 20