responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز    الجزء : 1  صفحة : 15
رابعا: اللغة والكلام
من المبادئ الأساسية لعلم اللغة الحديث أن اللغة المنطوقة أساسية أكثر من اللغة المكتوبة، ورغم ذلك فإنه لا يعني أن اللغة تطابق الكلام فمن الواجب أن يقيم حدا فاصلا بين الإشارات اللغوية والأداة التي تتحقق من خلالها تلك الإشارات، لذلك فإنه من الممكن أن نقرأ بصوت مرتفع ما هو مكتوب ومن الممكن كذلك أن نكتب ما نقوله ويستطيع المتكلمون المثقفون من أبناء اللغة أن يخبرونا -بصفة عامة- عما إذا كانت عملية تحويل الإشارات اللغوية من وسيلة إلى أخرى قد تمت بطريقة سليمة أم لا، وبقدر حرية اللغة في اتخاذ الوسيلة التي تتحقق من خلالها إشارتها اللغوية سنذهب إلى أن اللغة لها خاصة إمكانية تغيير الوسيلة، وهذه الخاصة ذات أهمية قصوى ولا تتطلب من المرء سوى اهتمام ضئيل في مجال مناقشتنا لطبيعة اللغة، وهي خاصة تعتمد -كما سنرى- على خصائص أخرى وتسهم معها في مرونة النظم اللغوية وقدرتها على التكيف.
إذن كيف تعد اللغة المنطوقة أساسية أكثر من اللغة المكتوبة؟ ولماذ يميل كثير من اللغويين إلى اعتبار أهم الخصائص الواضحة للغات الطبيعية كونها نظما إشارية متطوقة؟
أول هذه الأسباب أن اللغويين رأوا أن من واجبهم تصحيح التحيز الموجود في النحو التقليدي والتعليم التقليدي للغة، فحتى وقت قريب كانت معظم عناية النحويين تكاد تقتصر على لغة الأدب، ويحصل الكلام العامي الدارج على قليل من الاهتمام، وقد كانوا جميعا -عادة- يتعاملون مع معايير الاستخدام الأدبي على أنها معايير الصواب للغة ذاتها، وكانوا يدينون الاستخدام

اسم الکتاب : اللغة وعلم اللغة المؤلف : جون ليونز    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست