responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة العربية معناها ومبناها المؤلف : تمام حسان    الجزء : 1  صفحة : 215
وحين بعود الضمير يكون عوده على مذكور متقدِّم لفظًا ورتبةً, أو لفظًا دون رتبة, أو رتبة دون لفظ, ويعود بعض الضمائر على متأخِّر لفظًا ورتبة كضمير الشأن, وقد يعود على مفهوم, فإذا عاد على مذكور طابقه من حيث الشخص والعدد والنوع, ومن هنا كان الضمير في قوله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} عائدًا على الكافرين لا على الأبواب, ولو أعاده على الأبواب لقال "منها", وأما عوده على مفهوم من الكلام السابق فنحو قوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} فالضمير المستتر في كان كما يقول النحاة: عائد مفهوم من الفعل "تدع" أي: ولو كان المدعو ذا قربى, وقد يكون عود الضمير على مرجعه مباشرًا نحو: "هذا الذي أعرفه", وقد يكون بواسطة سببي نحو: "هذا الذي أعرف رجلًا يعرفه", أو داخلًا في حيز جملة معطوفة على الجملة المراد ربطها نحو: "الذي يبكي فيضحك الناس منه هو الممثل", ويكون العطف هنا بالفاء فقط, ومن ثَمَّ تعتبر الفاء هنا رابطًا حرفيًّا, وتتضافر في الربط مع الضمير العائد. وقد يستر الضمير العائد كما في "هذا الذي قام", وقد يحذف إذا لم يكن ركن إسناد نحو قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} أي: فيه, ومثله قول طرفة:
وتقصير يوم الدجن والدجن معجب ... ببهكنة تحت الخباء المعمد
كأن البرين والدمالج علقت ... على عشر أو خروع لم يخضد
أي: كأنَّ البرين والدمالج عليها علقت على عشر إلخ.
والربط بالحرف يكون كوقوع الفاء في جواب الشرط "ومثلها إذا المفاجأة", فتكون قرينة لفظية على أنّ ما اقترن بها هو جواب الشرط, فإذا قلنا مثلًا: "إن رجل منهم كلمك فكلمه" فإن الفاء هنا رابطة بين الجواب والشرط, ولو أزيلت لصحَّ في أن التي في صدر الجملة أن تكون مخففة من الثقيلة, وأن يكون فعل الأمر بغير الفاء على سبيل الاستئناف, ولكن وجود الفاء أزال هذا اللبس الممكن، ولا شك أن الفاء حين تزيل هذا اللبس تكون قرينة لفظية على المعنى بربطها بين الشرط والجواب[1]. ومثل ذلك يقال في اللام الواقعة في جوب لولا, والواقعة في جواب القسم, والفاء الواقعة في جواب

[1] الأشموني ص588.
اسم الکتاب : اللغة العربية معناها ومبناها المؤلف : تمام حسان    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست