responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 41
بعض علماء اللغة ممن هم أقرب إلينا قد تخيلوا نظريات ذهبوا بمقتضاها إلى أن كل المفردات قد خرجت من صيحة تشبه نباح الكلب أو من سلسلة من الأصوات توحي بتمثيل الأشياء عن طريق المحاكاة[1]. وكان في هذا الوقت نفسه أن راح العلماء المشتغلون بالفيدا يفسرون كل الأساطير بنار البرق أو مسير الشمس. وكلا الفريقين من علماء اللغة وعلماء الأساطير كانوا في ذلك الحين يعنون بإدراك الأشياء على نحو ساذج. وكانوا يتناقشون لمعرفة ما إذا كانت اللغة قد بدأت بالاسم أم بالفعل: الفعل الذي يعبر عن الحدث والاسم الذي يعبر عن ماهية الأشياء وصفاتها. ولكن مما بدا لنا من الاختلاف بين الاسم والفعل، فإن التعارض بين "قطبي" نحونا هذين ليس أمرا ضروريا، وإلا فماذا يعني نباح الكلب: أيعني "أنا جوعان" أو "أعطني ما آكل" أو "هذا حسن" أو "انتهيت من الأكل"؟ لا هذا ولا ذاك أو كل هذا معا، ويمكننا أن نفسره على السواء بفعل أو باسم بالأمر أو بالماضي وقد بقي، رغم كل ما بذل من جهود بين النباح البدائي وأقدم ما عرف من لغاتنا، فراغ يتعذر سده.
وما أغرى العقول بالبحث عن الصور البدائية للغة إلا المقارنة التي كانت تقام بين علم اللغة والعلوم الطبيعية، من جغرافية ونبات وحيوان، وقد جرت هذه المقارنة غير الصحيحة إلى أخطاء مرذولة، فإذا أريد إيجاد نوع معادل للغة وجب البحث عنه على الأصح في التاريخ الاجتماعي. وكان ميشيل بريال Michel Breal مأخوذا بمقارنة تصريف الفعل في اللغة الهندية الأوربية "بتلك النظم السياسية والقانونية الكبيرة -البرلمانات أو مجلس الملك- التي رأت نفسها بعد أن ولدت من حاجة أساسية تتنوع وتمد من سلطان اختصاصاتها حتى حل زمن جديد فوجد هذا الدولاب ثقيلا في مجموعه، فشطر منه جزءا ومزق وظيفته بين عدد متباين من هيئات حرة ومستقلة، وإن كانت لا تزال تشترك في الخطة التي

[1] انظر التفاصيل في جسبرسن Jespersen، رقم 134 الطبعة الثانية، ص330 وما يليها وبورنسكي، رقم 146، ص11 وما يليها ثم ص39.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست