responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 336
هذا الانتصار الذي تم حين راح Bembo البندقي نفسه يستعملها في مؤلفاته في القرن الرابع عشر. طريقة تكون اللغات التي قدمنا منها عدة صور تؤثر على العلاقة التي تكون بين هذه اللغات وبين اللهجات فإذا لم تكن اللغة المشتركة نفسها إلا لهجة أظهرتها الظروف على اللهجات المجاورة، سهل عليها ابتلاع هذه اللهجات في وقت وجيز لأن اللهجة التي اتخذت أساسا، لها من السلطان ما يفرضها على اللهجات الأخرى. وأغلب الظن أنها تفقد على وجه العموم ما فيها من صفات موغلة في الخصوصية، فقد تخلصت الأتيكية مثلا من بعض خصائصها البينة عندما صارت اللغة الهلينستية. ولكن اللهجات الأخرى من جانبها تبلى سريعا باحتكاكها باللغة المشتركة. فاللهجات تمحي حدودها شيئا فشيئا إلى أن تنتهي بالاندماج في اللغة العامة، اللهم إلا إذا أمدتها ظروف خاصة بحيوية تطيل في عمرها في صورة لغات خاصة أو لغات أدبية فلم يبق عندنا في فرنسا الشمالية لهجات بمعنى الكلمة، لم يبق هناك من وسيط بين اللغة المشتركة والتكلم المحلي الذي يسمى رطانة patois، والبيكاردي لم يعد في وسعه أن يتصور غير نوعين من اللغات: رطانته الخاصة واللغة الفرنسية المشتركة، وقد تعلم هذه الأخيرة في المدرسة وتطلع عليه كل صباح في صحيفته اليومية. هذا إلى أن طريقة التكلم المحلية تمتلئ يوما بعد يوم بالعناصر التي تستعيرها من اللغة المشتركة. ولكن إذا اتفق لبعض العناصر المحلية أن تدلف إلى اللغة المشتركة، فليس معنى هذا أننا نواجه بقايا لهجية أو أمام لهجة جديدة في سبيل التكوين، بل نواجه اللغة المشتركة نفسها في مظهر محلي. ويجب أن نرجع قرونا إلى الوراء لنعثر على نصوص مكتوبة بالبيكاردية. فاللهجة البيكاردية
قد انقرضت من يوم أن فقد المتكلمون بها الأحساس باستقلال اللهجة وهيبتها.

اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست