اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 334
الشرقية، تلك اللغة التي وصلت بفصل الإصلاح الديني إلى أهميتها الأدبية، واستقرت بفضل اكتشاف المطبعة وصارت لغة الكتابة في ألمانيا المثقفة بأسرها.
وتاريخ الروسية يختلف عن ذلك اختلاف محسوسا[1]. فقد ظلت اللغة السلافونية -وهي التي استعملها مترجمو الكتاب المقدس الأقدمون- لغة الكتابة في روسيا طوال العصور الوسطى. هذه السلافونية وهي تقوم على أساس اللهجات السلافية الجنوبية "في إقليم سالونيك" قد أصابها في روسيا شيء من التأقلم، ولكنها لم تتحد إطلاقا مع الروسية نفسها. وإذا كان أناس من أنصاف المثقفين قد كتبوا بلغة أقرب إلى لغة الكلام، فإن اللغة الأدبية بقيت دائما لغة الكنيسة. ولم تأخذ اللغة في التخلص من هذا الأثر السلوفاني إلا منذ بطرس الأكبر، حيث حذت حذو لغات أوربا الغربية ولا سيما الفرنسية والألمانية، وسايرت الاستعمال السائد في روسيا الوسطى على النحو الذي كانت توجد عليه في العاصمة القديمة موسكو. فتكونت في غضون القرن التاسع عشر لغة أدبية فيها آثار سلافونية ولكنها تستند في جوهرها على لغة الكلام المستعملة.
اتخذت البولونية لغة أدبية منذ القرن الرابع عشر، ولكنها لم تزدهر بهذه الصفة إلا في القرن السادس عشر، في إقليم كراكوفيا "بولونيا الصغرى". ومع ذلك فإن البولونية الأدبية والمشتركة ليست لغة هذا الإقليم، وإنما خرجت من إقليم بوسن Posen ومن جنيسن Gnesen "بولونيا الكبرى" التي تعد مهد البولونيين الجنسي في القرن العاشر. فمن بيع مجاميع اللهجات الكبرى الأربع، المازوفية mazovien والبسنانية pasnanien والكراكوفية Cracovien ولهجة بولونيي رويتنيا Ruthenie[2]. اتخذت البسنانية وحدها أساسا للغة الأدبية [1] ا. بده E. Budde. تاريخ مجمل للروسية الأدبية المعاصرة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر "بالروسية"، وهو ما تحتوي عليه الكراسة الثانية عشرة من Enciklopedija slavjonskoj filologif، بطرسبرج، 1908. [2] انظر كازيميرنتش Casimir Nitsch؛ Mova ludu polskiego: كراكوفيا "1911".
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 334