responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 327
الجغرافية، ولكن كان يمكن الكلام فيما مضى عن حدود كنتية ألبري Comte de Brie، أما المنتوا -على الأقل- فلم تكن في يوم من الأيام أكثر من عبارة جغرافية.
كذلك اللهجة تتضح حدودها إذا كانت تطابق تقسيما سياسيا، وتبقى هذه الحدود في غالب الأحيان زمنا طويلا بعد زوال الظروف التي أدت إلى تحديدها[1].
لذلك يلاحظ في بعض أقاليم ألمانيا الحالية، أن حدود الخصائص اللغوية تتطابق في بعض النقط التي تتفق فيها هذه الحدود مع الحدود السياسية السابقة لسنة 1789. وهذه الحدود ترجع في عمومها إلى القرن السادس عشر، بل إلى القرن الخامس عشر، وقد كانت حدودا دينية في نفس الوقت، حتى إن الأثر الديني يتعاون مع الأثر السياسي في تعيين حدود اللهجة. وكذلك الحال في بريتانيا الفرنسية، حيث تتفق حدود لهجات ليون Leon، وكرنواي Cornouailles وترجييه Treguier التي لا تزال واضحة في كثير من النقط، مع تقسيمات الإقليم الدينية والسياسية القديمة. ومما يلفت النظر أن نهر مرليه Morlaix الذي يفصل بين لهجة ليون ولهجة ترجييه هو الذي كان يفصل بين الإبرشيتين فيما مضى، وأن مدينة مرليه التي تقع على ضفتي النهر المسمى بهذا الاسم تنقسم لغويا إلى قسمين لهذا السبب. وهذا لا يعني أن سكان الضفتين لا يفهم بعضهم بعضا، ولكن هناك عددا من الخصائص المشتركة مجتمعة في منطقة تنتهي في تلك النقطة، والخطوط اللغوية التي تتطابق بعضها مع بعض تتطابق أيضا هنا مع تقسيم إداري قديم، كما هي الحال في اللهجات الألمانية.
ومع ذلك فمهما كانت أهمية العوامل السياسية والاقتصادية فإن اللهجة أولا وقبل كل شيء كيان لغوي. وحتى عندما نحسب حساب الظروف الخارجية في تكوين اللهجات، يبقى أن هذه الظروف تستند جوهريا إلى التطوير الطبيعي لعناصر اللغة.

[1] ل. فيفر: Hisoire et dialectologie في مجلة Revue de la Synthese historique مجلد 12، ص429.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 327
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست