responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 266
عن خلق المتكلم: فهي علامة الخلق الساخر أو المستعبد أو الرحيم، وبها نستطيع أن نميز الأشخاص على ما بينهم من اختلاف.
الانحدار الذي يصيب الكلمات "يعكس بطريقة ملموسة إما الاحتقار الذي تكنه الطبقات الاجتماعية بعضها لبعض وإما البغض المتبادل بين الأوطان والأجناس وإما التعصب الأعمى من جانب الجماهير وإما عدم احترام المتعصبين لآراء غيرهم, فالناس يتباغضون ويتناحرون ويتبادلون الاحتقار ويتنابذون بالألقاب، واللغة حارس أمين على آثار هذه الحماقات المستمرة"[1]. فالكلمات BRIGAND "قاطع طريق" وRIBAUD "إباحي" وASSASSIN "قاتل" GRIVOIS "خليع" التي كانت تطق في أول أمرها على بعض الكتائب العسكرية تدين بمعناها الحالي إلى غلظة الأخلاق الحربية واستهتارها، كما تدين كلمة cuistre "قديما "طباخ" وكلمة goujat "قديما "خادم"" إلى احتقار السيد لخادمه؛ والكلمات bouquin "مستعارة من الفلمنكية boecken "كتاب"" وLIPPE "مستعارة من الألمانية LIPPE "شفة" وROSSE من الألمانية ROSS "حصان"". وHABLEUR "من الأسبانية Hablar "يتكلم" تحمل على التهكم الساخر الذي يرتبط بكل ما يأتي من الخارج. ومما تجدر ملاحظته أن كلمة parlar في الأسبانية "المشتقة من parler الفرنسية بمعنى "يتكلم"" لا تقال إلا لتدل على أمر سيئ. وكلمة madame "سيدة" قد بقيت كلمة نبيلة في الإنجليزية والفرنسية، أما في الألمانية التي دخلتها بطريق الاستعارة، فقد صارت عامية سوقية: ففي برلين تعتبر Madamchen من ألفاظ السوقة[2].
يمكننا أن نتصور علما لسيكولوجية الشعوب يقوم على اختيار التغييرات المختلفة التي تشاهد في اللغات التي يتكلمونها خاصة بالمعنى. وقد تكون هذه

[1] نيروب Nyrop: رقم 105، مجلد 4.
[2] جوستاف كوهين: "خطاب بمناسبة افتتاح كرسي اللغة الفرنسية وأدبها بجامعة أمستردام". باريس شامبيون "1912" ص13.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست