responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 24
مقدمة:
لسنا في حاجة إلى تقديم طويل لتبرير المكان الذي يخصص للغة في مؤلف يكرس لتاريخ البشرية. فالأجزاء السابقة قد عرفت القارئ بالمسرح الذي مثلت عليه درامة هذا التاريخ الكبرى، وقدمت له ممثلها الرئيسي وهو الإنسان والوسائل المادية التي كان مزودا بها. ولكن الإنسان، رغم هذه الوسائل المادية، كان يظل عاجزا عن تمثيل الدور الذي قدر له أن يلعبه لولا تملكه لناصية اللغة. فاللغة وهي أداة الفكر ومساعدته، هي التي مكنت للإنسان من الشعور بذاته ومن الاتصال بأمثاله، وجعلت من الميسور تكوين الجماعات. ومن العسير أن تتصور حالة أولية للإنسان كان فيها محروما من مثل هذه الوسيلة الناجعة للعمل. فتاريخ البشرية منذ بدايته يفترض وجود لغة منظمة، وما كان في وسعه أن يسير في طريق التطور دون اللغة.
إذا كانت دراسة تحتل مكانها المرموق الذي لا ينازعها فيه منازع في قمة كل تاريخ عام، فإن الآراء قد تختلف حول الصورة التي تتصور عليها هذه الدراسة. لأن اللغة مركب معقد تمس فروعا من المعرفة مختلفة وتعنى بها طوائف متفرقة من العلماء. فهي فعل فسيولوجي من حيث إنها تدفع إلى العمل عددا من أعضاء الجسم الإنساني. وهي فعل نفساني من حيث إنها تستلزم نشاطا إراديا للعقل. وهي فعل اجتماعي من حيث إنها استجابة لحاجة الاتصال بين بني الإنسان. ثم هي في النهاية حقيقة تاريخية لا مراء فيها نعثر عليها في صور متباينة وفي عصور بعيدة الاختلاف، على سطح المعمورة قاطبة. ومن ثم كان لنا أن نتصور دراسة للغة يقوم بها عالم من علماء وظائف الأعضاء. فيصنف الطرائق التي تؤدي بها أعضاء الكلام وظيفتها، أو عالم من علماء النفس فيحلل حركة التفكير مهتديا بنتائج علم الأمراض العقلية، أو عالم من علماء الاجتماع

اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست