responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 182
الفصل الرابع: اللغة الانفعالية
لم ندخل في اعتبارنا حتى الآن إلا الصورة التي تصاغ فيها الأفكار صياغة منطقية، أعنى أننا لم ندرس اللغة إلا بوصفها اداة عقلية. ولكن الإنسان لا يتكلم ليصوغ أفكارا فحسب، بل يتكلم أيضا ليؤثر في أمثاله وليعبر عن حساسيته. أي أننا إذا اتخذنا قاعدة ما كان يدرس لنا في المدرسة من التفريق المثلث النواحي بين الذكاء والإرادة والحساسية، أمكننا أيضا أن نفرق بين اللغة المنطقية واللغة الفاعلة واللغة الانفعالية.
فاللغة الفاعلة لم تدرس أو لم تكد تدرس حتى الآن. ومع ذلك فلها أهميتها التي تظهر لنا بجلاء حينما نحاول أن نتصور اللغة الإنسانية في مهدها "انظر ما تقدم في ص39". هذا إلى أنها في مجرى التاريخ تسير على قوانين خاصة بها؛ فميدانها من الوجهة النحوية هو ميدان الأمر في الفعل وميدان المنادى في الاسم، وكل منهما له في فصيلته صيغ واستعمالات خاصة. وإذا كنا فيما سبق قد جمعنا في صعيد واحد فعلا مثل: tais-toi "اسكت"! واسما مثل! Silence "سكون! " واسم فعل مثل: chut "صه! " فإن هذا الخلط لم يتأت لنا إلا لأن الأمر فيها جميعا يتعلق باللغة الفاعلة التي عندها تزول الحدود بين الفعل والاسم. واللغة الفاعلة مع كونها تستمد غذائها في أحيان كثيرة من اللغة المنطقية التي تستعير منها بعض العبارات النحوية الجامدة في صورتها، تستحق رغم ذلك أن تميز عنها، لأنها تقوم بدور قد قصر عليها وحدها وتملك آلات خاصة بها. ولكن لم يشرع في دراستها حتى الآن.

اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست