responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 105
علاقة "هي هنا الحصان والجري" ثم عملية تأليف -عندما يروح العقل وقد انتهى من تعرف هذه العناصر المختلفة وتحليلها- يؤلف بينها من جديد ليكون الصورة اللفظية. والتأليف وحده هو الذي يهم علم اللغة، ويهمه بدرجة قصوى: لأن الاختلافات في البنية بين اللغات تنتج من الكيفية المتنوعة التي تتوقف عليها عملية التأليف[1].
لنفترض أن جميع الأدمغة الإنسانية تتلقى كلها على السواء عين الطابع البصري للحصان الذي يجري ولنسلم -وذلك مما لا تزاع فيه- بأنها تحلل هذا التصور بطريقة واحدة بعينها، وأنها تقيم بين الحصان وبين الجري نفس العلاقة بالضبط، فإن التعبير عن هذه العلاقة يحصل في كل لغة بطريقة خاصة: الصورة اللفظية تؤلف تأليف مختلفا. فالتفريق المشار إليه في أول هذا الفصل ليس إذا نظريا بحتا وهو يقابل ما يصح أن نسميه دوال النسبة Morphemes ودوال الماهية Semantemes. ويجب أن نفهم من دوال الماهية تلك العناصر اللغوية التي تعبر عن ماهيات التصورات. فهنا ماهية الحصان أو ماهية الجري، وتفهم من دوال النسبة العناصر التي تعبر عن النسب بين الماهيات: هنا كون الجري المسند إلى الحصان على العموم محمولا على الشخص الثالث المفرد الإخباري. وعلى ذلك تعبر دوال النسبة عن النسب التي يقيمها العقل بين دوال الماهية. هذه الأخيرة ليست إلا عناصر التصور الموضوعية، وستدرس على حدة في الجزء المخصص للمفردات من هذا الكتاب.
دال النسبة في غالب الأحيان عنصر صوتي "صوت أو مقطع أو عدة مقاطع أحيانا" يشير إلى النسب النحوية التي تربط الأفكار الموجودة في الجملة بعضها ببعض.
في جملة من اللغة الإغريقية القديمة مثل: "سيمونيد أقام محرابا جميلا"، من السهل علينا أن نعرف أنه يوجد إلى جانب المقاطع التي تعبر عن الأفكار الأساسية

[1] فنك Finck، رقم 161، ص4.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست