responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 102
من الخزف لا يمكنه أن يقطع بالنتيجة التي سيحصل عليها بعد الحريق، لأنه يخشى دائما من نار عاتية تحيل الطينة فحما أو من نار ضعيفة لا تقوى على إبراز اللون. كذلك الصورة اللفظية، وقد حضرت في المراكز العصبية، لا تستطيع المرور بالأعضاء دون التعرض للأحداث.
ويمكننا أن نضرب مثلا نوضح به ما تقدم: أتخيل أن جارا لي وخزني غير عامد، فأصيح قائلا: "آه! لقد وخزتني! ".
من اليسير أن نستعيد تتابع الأفعال التي تمت. فهناك إحساس بالوخزة، نقل إلى المراكز العصبية، واستدعاء مفاجئ لصورة لفظية، ترجمت على الفور في اللغة بالجملة الآنفة الذكر. وكان التتابع من السرعة بحيث تبعت الصيحة الوخزة مباشرة. فما نسميه صورة لفظية إنما هي الصورة التي أعطاها الفكر، وفقا للعوائد المكتسبة، إلى الصيحة التي صحتها. وتختلف الصورة اللفظية في لغة ليس فيها أفعال متعدية أو تعبر عن الحدث في صيغة المبني للمجهول: "أنا ملدوغ منك". واختلاف الصورة اللفظية كثيرا ما يكون الاختلاف الوحيد الموجود بين اللغات. وهكذا يقال في الألمانية "أنا هو" على حين يقال في الفرنسية: "إنه أنا". فالصورة اللفظية مختلفة التركيب. جملة "آه! لقد وخزتني! " تقابل الصورة اللفظية للفرنسية السليمة. فلنفترض الآن أن لساني قد انحرف فقلت: "آه! لقد خزوتني! " مرتكبا "قلبا صوتيا" "بالألمانية Schuttelform"[1]. ومع ذلك فالصورة اللفظية لم تتغير. وإذا كانت لم تتحقق إلا تحققا ناقصا، فمرجع ذلك إلى خطأ قد عرض في التنفيذ. فالجملة التي نطقت بها لا تتفق مع الصورة، وقد وقع الخطأ في الانتقال من إحداهما إلى الأخرى.
لسنا في حاجة إلى القول بأنه توجد حالات تكون فيها الصورة اللفظية مسئولة عن الخطأ المرتكب. فرغم معرفتي التامة لاسم صديقي ديران، أراني أدعوه في المحادثة باسم لبران، وهو اسم شخص آخر من أصدقائي. فمثل هذا ليس عارضا ماديا يمكن أن يعزى إلى الأعضاء. وإذا اتفق مثل ذلك لفرد

[1] قارن مير نجف Merxingef وماير Mayer، رقم 180.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست