responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس    الجزء : 1  صفحة : 28
مِطْواعاً" ثُمَّ وثب من الجبل فهلك، فقال: الملك: مَا شأنه? فخبّروه قصته وغلطه فِي الكلمة، فقال: "أما أنه ليست عندنا عربية: من دخل ظَفارِ[1] حَمّر" وظفار المدينة الَّتِي كَانَ بِهَا، وإليها ينسب الجَزْع الظفَّاري. من دَخل ظفار فليتعلم الحميرية.

[1] ظفار: موضع باليمن قرب صنعاء.
باب القول فِي أفصح العرب:
أخبرني أبو الحسين أحمد بن محمد مولى بني هاشم بِقَزْوين، قال: حدثنا أبو الحسين محمدُ بن عباس الخشكي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي عُبَيد الله قال: أجمَعَ علماؤنا بكلام العرب، والرُّواةُ لأشعارهم، والعلماءُ بلُغاتهم وأيامهم ومَحالّهم أن قُرَيشاً أفصحُ العرب ألْسنةً وأصْفاهم لغةً. وذلك أن الله جل ثناؤه اختارهم من جميع العرب واصطفاهم واختار منهم نبيَّ الرحمة محمداً -صلى الله عَلَيْهِ وسلم- فجعل قُريشاً قُطَّان[1] حَرَمِه، وجيران بيته الحرام، ووُلاتَهُ. فكانت وُفود العرب من حُجاجها وغيرهم يَفِدون إِلَى مكة للحج، ويتحاكمون إِلَى قريش فِي أُمورهم. وَكَانَتْ قريش تعلمهم مَناسكَهم وتحكُمُ بَيْنَهم.
ولن تزل العرب تَعرِف لقريش فضلها عليهم وتسمّيها أهل الله لأنهم الصَّريح من ولد إسماعيل عَلَيْهِ السلام، لَمْ تَشُبْهم شائبة، وَلَمْ تنقُلْهم عن مناسبهم ناقِلَة، فضيلةً من الله -جلّ ثناؤه- لهم وتشريفاً. إذ جعلهم رَهط نبيّه الأذْنَيْنَ، وعِتْرته[2] الصالحين.
وَكَانَتْ قريش، مع فصاحتها وحُسن لغاتها ورِقَّة ألسنتها، إِذَا أتتهُم الوُفود من العرب تخيّروا من كلامهم وأشعارهم أحسنَ لغاتهم وأصفى كلامهم. فاجتمع مَا تخيّروا من تِلْكَ اللغات إِلَى نَحائرهم[3] وسَلائقهم[4] الَّتِي طُبعوا عَلَيْهَا. فصاروا بذلك أفصح العرب.

[1] قطان: جمع قاطن أي الذي يقيم بالمكان.
[2] العترة: نسل الرجل ورهطه، وعشيرته الأدنون ممن مضى وغبر.
[3] نحائز: جمع نحيزة، وهي الطبيعة.
[4] سلائق: جمع سليقة وهي الطبيعة.
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست