اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس الجزء : 1 صفحة : 161
باب الواحد يَرادُ به الجمع:
ومن سُنن العرب ذكر الواحد والمراد الجميع، كقوله للجماعة "ضَيْفٌ" و"عدو" قال الله جلّ ثناؤه: {هَؤُلَاءِ ضَيْفِي} [1] وقال: {ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} [2] وقال: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} [3] والتفريق لا يكون إلا بين اثنين. ويقولون: "قد كَثُرَ الدِّرهَم والدِّينار" ويقولون4:
فقلنا أسْلِموا إنّا أخُوكُم
ويقولون5:
كُلُوا في نِصف بطنكمُ تعيشوا
و {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ} [6] و {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [7].
باب الجمع يراد به واحدٌ واثنان:
ومن سُنن العرب الإتيان بلفظ الجميع والمراد واحد واثنان كقوله جلّ ثناؤه: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ} [8] يُراد به واحد واثنان وما فوق. وقال قَتَادةُ في قوله جلّ ثناؤه: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً} [9]: كان رجلاً من القوم لا يمالِئُهم على أقاويلهم في النبي صلى الله عليه وسلم ويَسير مُجانِباً لهم فسمّاهُ الله جلّ ثناؤه طائفة وهو واحد. ومنه: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} [10], كان رجلاً نادى "يا محمَّد! إنّ مدحي زَيْنٌ وإنّ ستمي شيْن" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويلك! ذاك الله جل [1] سورة الحجر، الآية: 68. [2] سورة الحج، الآية: 5. [3] سورة البقرة، الآية: 136.
4 ديوان العباس بن مرادس: 52، وعجزه: فقد برئت من الإحن الصدور.
5 المقتضب: 2/ 172. وعجزه: فإن زمانكم زمن خميص. [6] سورة الانشقاق، الآية: 6. [7] سورة الانفطار، الآية: 6. [8] سورة النور, الآية: 2. [9] سورة التوبة، الآية: 66. [10] سورة الحجرات، الآية: 4.
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس الجزء : 1 صفحة : 161