responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس    الجزء : 1  صفحة : 159
باب العموم والخصوص:
العامُّ الذي يأتي على الجملة لا يغادر منها شيئاً. وذلك كقوله جلّ ثناؤه: {خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [1] وقال: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [2].
والخاصُّ الذي يتحلّل فيقع على شيء دون أشياء. وذلك كقوله جلّ ثناؤه: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} [3] وكذلك قوله {وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [4] فخاطب أهلَ العقلِ.
وقد يكون الكلامان متّصلين، ويكون أحدهما خاصاً والآخر عامّاً. وذلك قولك لمن أعطى زيداً درهماً: "أعْط عمراً، فإن لم تفْعل فما أعطيتَ" تريد: إن لم تُعطِ عمراً فأنت لم تعطِ زيداً أيضاً، وذلك غير محسوب لك. ومثله في كتاب الله جلّ ثناؤه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [5] فهذا خاص، يريد: هذا الأمر المجدَّد بَلِّغْه، فإن لم تفعل ولم تبلغ هذا فما بلغت رسالته. يريد: جميع ما أرسلتَ به.
وأمّا العامُّ الذي يراد به الخاصُّ فكقوله جل ثناؤه حكاية عن موسى عليه السلام: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [6] ولم يرد كلَّ المؤمنين؛ لأن الأنبياء قبله قد كانوا مؤمنين. ومثله كثير. ومنه {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا} [7], وإنّما قاله فريق منهم. و {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} [8], إنما قاله نُعَيْم بن مسعود إن الناس أبو سفيان وعيينة بن حِصْن. ومنه قوله جلّ ثناؤه: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} [9] أراد: الآيات التي إذا كذّب بها نزل العذاب على المكذِّبين وكذلك

[1] سورة النور، الآية: 45.
[2] سورة الأنعام، الآية: 102، وسورة الرعد، الآية: 16، وسورة الزمر، الآية: 66.
[3] سورة الأحزاب، الآية: 50.
[4] سورة البقرة، الآية: 197.
[5] سورة المائدة، الآية: 67.
[6] سورة الأعراف، الآية، 143.
[7] سورة الحجرات، الآية: 14.
[8] سورة آل عمران، الآية: 173.
[9] سورة الإسراء، الآية: 59.
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست