اسم الکتاب : البحث اللغوي عند العرب المؤلف : أحمد مختار عمر الجزء : 1 صفحة : 160
اللغة، ولَمّ شتاتها واستنباط أحكامها العامة والفرعية وحياطتها بسياج من اليقظة الواعية والحيطة الوافية"[1]. بل إن ابن مضاء -برغم عدائه الشديد للنحاة- يقول: "وإني رأيت النحويين ... قد وضعوا صناعة النحو لحفظ كلام العرب من اللحن ... فبلغوا من ذلك الغاية التي أموا"[2].
وهذا ما دعا أحد المستشرقين إلى قوله: "إن علم النحو أثر من آثار العقل العربي، لما فيه من دقة في الملاحظة ونشاط في جمع ما تفرق. وهو لهذا يحمل المتأمل فيه على تقديره، ويحق للعرب أن يفخروا به"[3]. وحمل يوهان فك على أن يقول: "ولقد تكفلت القواعد التي وضعها النحاة العرب -في جهد لا يعرف الكلل، وتضحية جديرة بالإعجاب- بعرض اللغة الفصحى وتصويرها في جميع مظاهرها ...
حتى بلغت كتب القواعد الأساسية عندهم مستوى من الكمال لا يسمح بزيادة لمستزيد"[4] ويقول فيشر في مقدمة معجمة: "إذا استثنينا الصين لا يوجد شعب آخر يحق له الفخار بوفرة كتب علوم لغته، وبشعوره المبكر بحاجته إلى تضيق مفرداتها حسب أصول وقواعد غير العرب"[5]. [1] رأي في بعض الأصول اللغوية والنحوية، ص 1. [2] الرد على النحاة ص 80. [3] مجلة الأزهر، رمضان سنة 1391هـ، ص 40. [4] العربية، ص 2. [5] المعجم اللغوي التاريخي، ص 4.
اسم الکتاب : البحث اللغوي عند العرب المؤلف : أحمد مختار عمر الجزء : 1 صفحة : 160