اسم الکتاب : الآثار التربوية لدراسة اللغة العربية المؤلف : الحازمي، خالد بن حامد الجزء : 1 صفحة : 456
عن ذوي الألباب من أهل العلم والأدب في شعرهم ونثرهم؛ ولذلك قال أحد الأدباء: "فلسنا إلى ما يمسك أرماقنا من المأكل والمشرب، بأحوج منا إلى ما يثبت عقولنا من الأدب الذي به تفاوت العقول"[1].
6- الأدب وسيلة لتسطير العلم وتدوينه في قوالب لفظية بديعة تجعل المتعلم يقبل عليها بلا ملل، ويدبر عنها في شوق لها، وقد قيل أن من أدب التأليف: "الحرص على إيضاح العبارة وإيجازها، فلا يوضح إيضاحاً ينتهي إلى الركاكة، ولا يوجز إيجازاً يفضي إلى المحق والاستغلاق" [2].
وقد اعتبر العرب الشعر ديوان أخبارها، فقيل: (الشعر معدن علم العرب، وسِفْرُ حكمتها، وديوان أخبارها، ومستودع أيامها) [3].
7- أن الأدب اللفظي الجميل مثار إعجاب الآخرين، الذي ينعكس بدوره على عواطفهم. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: إنه قدم رجلان من المشرق فخطبا، فعجب الناس لبيانهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من البيان لسحر، أو إن بعض البيان سحر" [4].
قال ابن حجر: "وقد اتفق العلماء على مدح الإيجاز والإتيان بالمعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة، وعلى مدح الإطناب في مقام الخطابة بحسب المقام … نعم الإفراط في كل شيء مذموم، وخير الأمور أوسطها، والله أعلم" [5]. وهذا كله في صرف الكلام للحق لا للباطل. [1] عبد الله المقفع، الأدب الصغير والأدب الكبير، ص (14) . [2] السيوطي، التعريف بآداب التأليف، ص (21) . [3] ابن قتيبة، عيون الأخبار (2/185) . [4] البخاري (4/49) ، برقم (5767) . [5] ابن حجر، فتح الباري (10/238) .
اسم الکتاب : الآثار التربوية لدراسة اللغة العربية المؤلف : الحازمي، خالد بن حامد الجزء : 1 صفحة : 456