اسم الکتاب : الإبدال في لغات الأزد دراسة صوتية في ضوء علم اللغة الحديث المؤلف : أحمد بن سعيد قشاش الجزء : 1 صفحة : 469
رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف. وأنشدني رجل من الأسْد عنهم، يريد بني الحارث:
فأطرق إطراقَ الشُّجاع ولو يرى
...
مَسَاغًا لِناباه الشُّجاعُ لصَمَّما1
قال: وما رأيت أفصح من هذا الأسْديّ. وحكى هذا الرجل عنهم: هذا خطّ يدا أخي بعينه. وذلك - وإن كان قليلاً - أقيس، لأن العرب قالوا: مسلمون فجعلوا الواو تابعة للضمة، لأن الواو لا تعرب، ثم قالوا: رأيت المسلمين، فجعلوا الياء تابعة لكسرة الميم، فلما رأوا أن الياء من الاثنين لا يمكنهم كسر ما قبلها، وثبت مفتوحاً، تركوا الألف تتبعه، فقالوا: رجلان في كل حال"[2].
وينتسب بنو الحارث بن كعب إلى مِذْحَج، ودخل فيهم بطون من الأزد، وكانت لهم الرئاسة[3]. وعدهم بعض علماء اللغة والنسب من الأزد[4].
وكما عزيت هذه اللغة إلى بني الحارث بن كعب فقد عزيت كذلك إلى خَثْعَم وزُبيد وعُذْرة ومُراد[5].
وعزيت إلى الأزد في تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً} [6] قال أبو حيان: "والبيتوتة: هو أن تدرك الليل نمت أو لم تنم، وهو خلاف
1 البيت للمتلمس، وهو في ديوانه 2. [2] معاني القرآن2/184. [3] نهاية الأرب 58. [4] الفصوص3/ 284، والأنباه على قبائل الرواة 112، والمزهر2/483. [5] الدر المصون8/67،والتصريح1/403. [6] سورة الفرقان 64.
اسم الکتاب : الإبدال في لغات الأزد دراسة صوتية في ضوء علم اللغة الحديث المؤلف : أحمد بن سعيد قشاش الجزء : 1 صفحة : 469