الأمر:لغة العرب النقية من الشوائب، لاسيما لغة البوادي، قال عمر: "تعلموا العربية، فإنها تشبب العقل وتزيد في المروءة"[1].
وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: "أنْ مُرْ من قِبَلَك بتعلم العربية، فإنها تدل على صواب الكلام"[2].
ثم ارتقى مصطلح العربية قليلاً وأصبح يعني اللغة وأسرارها، فقد روي عن كعب الأحبار أنه حكم بين ابن عباس ومعاوية رضي الله عنهم حين اختلفا في قوله تعالى {عَيْنٍ حَمِئةٍ} فقال: "أما العربية فأنتم أَعلم بها، وأما أنا فأجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين"[3].
ولم يزل هذا المصطلح يرتقي حتى أصبح يطلق على دراسة اللغة وما تحويه من ظواهر صوتية، كالهمز والإِمالة والإِبدال والإدغام، أو ظواهر إعرابية كالرفع والنصب والجر، وازداد رسوخاً وانتشاراً في القرن الأول[4]، فظهر أول مصطلح لهذا العلم اللغوي.
وقد ورد هذا المصطلح في استخدامات بعض القدماء، كابن سلام، في قوله: "وكان أبو الأسود أول من استنّ العربية، وفتح بابها، وأنهج سبيلها ووضع القياس"[5].
والسيرافي في كلامه عن نصر بن عاصم، إذ قال: إنه "أول من وضع العربية"[6].
والزهري في قوله: "إن نصر بن عاصم ليفلق بالعربية تفليقا"[7]. [1] طبقات النحويين واللغويين 13،وينظر:1/22. [2] إيضاح الوقف والابتداء 1/30. [3] غاية النهاية 2/303. [4] ابن عباس مؤسس علم العربية 44. [5] طبقات فحول الشعراء1/12. [6] أخبار النحويين البصريين 38. [7] نزهة الألباء23.