مرموقة في النحو جعلت أهل المدينة - حينئذ - يقبلون عليه لتلقي هذا العلم على يديه.
ترجم له القفطي وجعله من نحاة المدينة، وقال: "أخذ عنه أهل المدينة النحو"[1].
وقال ابن عساكر: "وكان نحوياً أخذ عنه أهل المدينة، وكان يذهب مذهب الشراة[2]، ويكتم ذلك، فلما ظهر أبو حمزة الشاري بالمدينة سنة 130 هـ خرج معه، فقتل فيمن قتل بخلافة مروان بن محمد"[3].
فقيل في مقتله:
لَقَدْ كَانَ بَشْكُسْتُ عبد العَزيز ... مِنَ أهل[4] القِرَاءَةِ والمَسْجِدِ
فَبُعْداً لبَشْكُسْت عبد ِالعزيز ... وأمّا القران[5] فلايَبْعد6
وكان بَشْكُسْت نحويا بارعاً يكره اللحن في الكلام ويأنف منه، وقد عرف عنه ذلك، وله فيه حكايات منها ما رواه ابن عساكر في قوله: "وفد بشكست النحوي على هشام بن عبد الملك، فلما حضر الغداء دعاه هشام، وقال لفتيان بني أمية: تلاحنوا عليه، فجعل بعضهم يقول يا أمير المؤمنين: رأيت أبي فلان، ويقول آخر: مربي أبي فلان، ونحو هذا، فلما ضجّوا أدخل [بَشْكْست] يده في صحفة فغمسها ثم طلى لحيته، وقال لنفسه: ذوقي، هذا جزاؤك في مجالسة الأنذال"[7].
ولا نعلم من تراث هذا النحوي شيئاً، فقد ذهب نحوه فيما ذهب من تراث المدنيين. [1] إنباه الرواة 2/183. [2] الشراة هم الخوارج، سمو بذلك لقولهم: شرينا أنفسنا في طاعة الله. [3] تاريخ دمشق 10/ 142. [4] وصل الهمزة ضرورة. [5] خفف الهمزة ضرورة.
6 ينظر: الأغاني 23/146. [7] تاريخ دمشق ج5 الورقة 454/1.