ويعدّ نصر بن عاصم من علماء النحو المبرزين في زمانه، وقال بعض الرواة: إن نصر ابن عاصم "أول من وضع النحو وسببه"[1].
وقال السيرافيّ: إنه "أوّل من وضع العربية"[2].
وقال ابن النديم: "وقال آخرون: رسم النحو نصر بن عاصم"[3].
وقال أبو البركات الأنباري: "وزعم قوم أن أول من وضع النحو نصر بن عاصم"[4].
والحق أنه ليس أول من وضع النحو، كما زعم بعض الرواة، فقد برز قبله جماعة - كما تقدم - منهم عليّ بن أبي طالب وأبو الأسود، والصواب أنه من أول من أخذ النحو عن أبي الأسود، وفتق فيه القياس، وكان أنبل الجماعة الذين أخذوه عن أبي الأسود فنسب إليه - كما يقول القفطي[5].
ولعل من نسب إليه أوليّة النحو قصد نقط المصاحف الإِعجاميّ، وهو إكمال لصنيع شيخه أبي الأسود، أو أنه وضع شيئاً من النحو في كتاب، فقد روى ياقوت أنّ له كتاباً في النحو[6].
ولنصر بن عاصم تلامذة مشهورون في النحو كعبد الله بن أبي إسحاق الحضرميّ وأبي عمرو بن العلاء.
وقد يكون لتلمذة هؤلاء الأعلام عليه وأخذهم النحو عنه دور مباشر أو غير مباشر في نسبة وضع النحو إليه، فالمعتاد أن يعلي التلميذ من قدر شيخه. [1] إنباه الرواة 3/343. [2] أخبار النحويين البصريين 38، والأخبار المروية 55. [3] الفهرست 45. [4] نزهة الألباء21. [5] ينظر: إنباه الرواة 3/ 343. [6] ينظر: معجم الأدباء6/2749.