اسم الکتاب : أسس علم اللغة المؤلف : أحمد مختار عمر الجزء : 1 صفحة : 58
الهندية الأوربية، والتي كانت في أصلها تصريفية إلى حد كبير، نجد اللغتين الإنجليزية، والأفريكانية تميلان إلى نوع اللغات المفردة نظرا لتوسعهما في إسقاط اللواحق، واستعمالها للأصول المجردة -ذات المقطع الواحد غالبا- التي يدل على معناها عادة بنظام الجملة. وإلى جانب ذلك نجد في نفسي العائلة، اللغة الهندية التي تقرب من نوع اللغات اللاصقة، تاركة نظام النهايات التصريفية الموجود في اللغة السنسكريتية، ونجد الفرنسية، في بعض صيغها المتكلمة، تميل إلى نوع اللغات المركبة.
أما توزيع اللغات ودراسة جغرافيتها فموضوع -في عمومه- وصفي، حيث يعالج الجانب الجغرافي للغة، ولكنه مع ذلك يمكن أن يحوي ملامح تاريخية، إذا ما أخذ في الاعتبار مقارنة امتداد اللغة وأهميتها في لحظة معينة من الزمن بها في لحظة متقدمة، ولقد كانت أمريكا الشمالية -على سبيل المثال- مغطاة تماما بلغات أمريكية هندية ولغات الإسكيمو خلال القرن الرابع عشر، ولكنها الآن مغطاة بالإنجليزية، والإسبانية والفرنسية، إلى جانب اللغات الأصلية المحصورة بين بعض الأقليات والمجموعات المحلية المنعزلة.
11- علم اللغة المقارن؛ إعادة التركيب اللغوي:
كان علم اللغة المقارن comparative linguistics بمفهوم القرن التاسع عشر يعني تماما علم اللغة التاريخي. إنه يحوي أساسًا منهجًا للبحث بواسطته توضح مجموعة من اللغات -عادة في أشكالها المؤكدة القديمة- بعضها بجانب بعض بقصد الوصول إلى الروابط والعلاقات بينها. وبالوصول إلى ذلك يمكن فرض صورة اللغة الأم التي تفرعت منها هذه اللغات، والتي لم تصلنا مادتها فعلا. والفضل كل الفضل يرجع إلى هذا المنهج في تقسيم اللغات إلى عائلات، إن المقارنة بين صيغ لغات قديمة مثل السنسكريتية واليونانية القديمة واللاتينية والأيرلندية القديمة والسلافية القديمة والقوطية تؤكد بشيء لا يقبل الجدل أن
اسم الکتاب : أسس علم اللغة المؤلف : أحمد مختار عمر الجزء : 1 صفحة : 58