اسم الکتاب : أسس علم اللغة المؤلف : أحمد مختار عمر الجزء : 1 صفحة : 40
ولكن الحقيقة الباقية حتى الآن أن لغة الحديث هي أهم وسائل الاتصال الإنساني وأوسعها انتشارا ومتوسط ما ينتجه الإنسان من حديث أكبر بكثير مما ينتجه من كلام مكتوب وإيماءات وإشارات ولهذا فإنه من السائغ للغوي Linguist -على عكس دارس فقه اللغة philologist- أن يهتم أولا باللغة المنطوقة، ثم ثانيًا باللغة المكتوبة "باعتبارها -إلى حد كبير أو صغير- تمثيلا صادقا للغة المنطوقة"، وأخيرا -بدرجة ضئيلة إن وجد اهتمام ألبتة- بنظم الاتصال الأخرى.
3- خصائص اللغة المتكلمة:
إن اللغة المتكلمة لتمتد إلى كل مجالات الحياة البشرية بدون استثناء أو تمييز. كل الناس تتفاهم أساسًا عن طريق الأصوات الكلامية، وهذا يعني أن اللغة جامعة، بمعنى أنها توجه وتصاحب كل نشاط إنساني يشترك فيه اثنان أو أكثر.
واللغة -لكونها نظامًا من النوافل ذات المعنى وتستلزم اثنين فأكثر "حتى عندما تتكلم إلى نفسك فأنت تجرد من شخصك فردا متكلما وآخر سامعا"- تعتمد على الاصطلاح والاتفاق الجماعي السابق، بين أعضاء الجماعة اللغوية، على المعنى أو المعاني المعينة التي تستدعيها أصوات خاصة وإذا تحدثنا موضوعيا، فإن اللغة التي لا تفهمها لا تزال لغة في الواقع، ولكن من وجهة النظر الذاتية "ولأسباب عملية" لا تعتبر لغة وإنما مجموعة من الأصوات العشوائية فقط, كعملة مشتركة قابلة للتداول بين اثنين على الأقل تصبح لغة بالمعنى الذاتي والنفعي لكلمة لغة.
وعلى الرغم من تعدد اللغات وتنوعها، فكلها تحمل خصائص مشتركة.
اسم الکتاب : أسس علم اللغة المؤلف : أحمد مختار عمر الجزء : 1 صفحة : 40