responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسس علم اللغة المؤلف : أحمد مختار عمر    الجزء : 1  صفحة : 235
القرن العشرون:
إن القرون -كبدايات أو نهايات زمنية- لا تتطابق دائما مع نقط التحول في التاريخ, ومن الناحية العملية، وفي كل الاتجاهات سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية، فإن القرن التاسع عشر يمتد إلى ما بعد عام 1900 حتى نشوب الحرب العالمية الأولى التي غيرت وجه التاريخ، ولم يصبح العالم بعدها كما كان قبلها, وقد استمر علم اللغة التاريخي بالطبع بعد نشر كتاب دي سوسير وما يزال مستمرا حتى الآن، ولكن تلاه في الوجود، وتبعه في كل خطوة يخطوها شريكه الناشئ ذو السمعة المدوية، وهو علم اللغة الوصفي، ومنذ تلك اللحظة أخذ ميزان القوى يختل متحولا من البحث المقارن في تاريخ -وكذلك ما قبل تاريخ- اللغات الهندية الأوربية أولا, ومن أجل هذا كانت بغض النظر عن كونها منتمية إلى المجموعة الهندية الأوربية أولا، ومن أجل هذا كانت بعض اللغات المدروسة مجهولة، وإن كانت تصور سلسلة العمليات المتعاقبة الموجودة في كل اللغات.

ولهجاتها المتشعبة. ونتج عن هذا اهتمام بدراسة الجوانب المختلفة لهذه اللغات الحديثة عن طريق الملاحظة المباشرة، مما أدى إلى وجود فرع هام من فروع علم اللغة، وهو علم اللغة الوصفي الذي يعطي اهتماما كبيرا للغات المتكلمة، ويقلل من الاهتمام بالشواهد المكتوبة. كما أن الأسس اللغوية القابلة للتطبيق على حركة اللغات قد بدأت تتطور.
وحتى الآن -وعلى الرغم من ظهور أول أطلس لغوي في العشر السنوات الأولى للقرن العشرين- فإن الأسس الدقيقة لعلم اللغة الوصفي باعتباره فرعا مستقلا من فروع علم اللغة كان يجب أن تنتظر حتى يظهر كتاب دي سوسير الذي نشر عام 1916 بعد موته تحت عنوان Course in General Linguistics قد رسم هذا الكتاب بوضوح ودقة الحدود الفاصلة بين فرعي علم اللغة.

اسم الکتاب : أسس علم اللغة المؤلف : أحمد مختار عمر    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست