responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسس علم اللغة المؤلف : أحمد مختار عمر    الجزء : 1  صفحة : 210
42- اللهجات والتنوعات المحلية؛ اللغات الطبقية:
تعد الاختلافات اللهجية شيئا طبيعيا بالنسبة لكل الجماعات اللغوية، ربما فيما عدا الجماعات المتناهية في الصغر. وحتى في هذه الحالة من الممكن التعرف على بعض الخلافات الأسلوبية[1] Idiolectic بين المتكلمين. وهذا راجع إلى الميل الطبيعي للغة نحو البعد عن المركز، إلا إذا اتخذت خطوات إيجابية مضادة. واللغة لو تركت وشأنها سوف تنقسم سواء عبر الزمان أو المكان. والتغير الذي يحدث عبر الزمان يرتبط أساسا بمباحث علم اللغة التاريخي. أما ذلك الذي يحدث عبر المكان فيهتم به علماء اللغة بأنواعهم الثلاثة. وإن عالم اللغة الوصفي يجب أن يخضع لتحليله الخلافات اللهجية، لتكون صورته التي يقدمها عن اللغة صورة كاملة. أما عالم اللغة التاريخي فيجب أن يأخذ في اعتباره الخلافات اللهجية كما تتضح في الماضي، وكما تؤثر في تطور اللغة موضوع دراسته. أما عالم اللغة الجغرافي فيجب أن ينظر إلى هذه الخلافات في ضوء لغة اليوم، ومدى تأثيرها على صورة الكرة الأرضية. وإذا ما تطورت الخلافات المحلية في الكلام حتى وصلت إلى نقطة أصبح معها التفاهم المشترك

[1] كلمة Idiolect تعنى العادات الكلامية للمتكلم الفرد، ومثال ذلك اللغة الإنجليزية كما أتكلمها أنا. وهذا المصطلح مرادف تقريبا لمصطلح دي سوسير "كلام" Parole "انظر المبحث رقم 24".
اللغوية، أو محاولة لتفضيل بعض اللغات على بعض، وإنما هو بكل بساطة النظر إلى اللغات من زوايا مختلفة، ومن أبعاد متفاوتة، وأيضا لأغراض مختلفة، وحين تتضح هذه الفكرة في الأذهان سوف يتلاشى كثير من الخلافات والمنازعات التي تثور اليوم بين اللغويين ذوي الاتجاهات المختلفة.
اسم الکتاب : أسس علم اللغة المؤلف : أحمد مختار عمر    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست