الباب التاسع: باب خبر المبتدأ
[الخبر مفرد وجملة]
إن قال قائل: على كم ضربًا ينقسم خبر المبتدأ؟ قيل: على ضربين؛ مفرد، وجملة. فإن قيل: على كم ضربًا ينقسم المفرد؟ قيل على ضربين؛ أحدهما: أن يكون اسْمًا غير صفة، والآخر أن يكون صفة؛ أما الاسم غير الصفة؛ فنحو: زيد أخوك، وعمرو غلامك؛ فزيد مبتدأ، وأخوك خبره، وكذلك عمرو مبتدأ، وغلامك خبره، وليس في شيء من هذا النحو ضمير يرجع إلى المبتدأ عند البصريين، وذهب الكوفيون إلى أن فيه ضميرًا يرجع إلى المبتدأ؛ وبه قال علي بن عيسى الرماني[1] من البصريين؛ والأول هو الصحيح؛ لأن هذه أسماء محضة، والأسماء المحضة لا تتضمن الضمائر، وأما ما كان صفة؛ فنحو: زيد ضارب، وعمرو حسن، وما أشبه ذلك، ولا خلاف بين النحويين في أن هذا النحو يحتمل[2] ضميرًا يرجع إلى المبتدأ؛ لأنه يتنزل[3] منزلة الفعل، ويتضمن معناه.
[انقسام الجملة إلى اسميّة وفعلية]
فإن قيل: على كم ضربًا تنقسم الجملة؟ قيل: على ضربين؛ /جملة/[4] اسميّة، وجملة فعلية؛ فأما الجملة الاسمية، فما كان الجزء[5] الأوّل منها اسْمًا؛ وذلك نحو: "زيد أبوه منطق" فزيد: مبتدأ أول: وأبوه: مبتدأ ثانٍ، [1] الرُّمَّاني: أبو الحسن، علي بن عيسى، عالم في اللغة والنحو والبلاغة والتفسير؛ من آثاره: شرح كتاب سيبويه، والألفاظ المتقاربة، ومعاني الحروف، والحدود، والنكت في إعجاز القرآن وغيرها. مات سنة 384هـ. [2] في "س" يتحمّل. [3] في "س" يتنزل. [4] سقطت من "س". [5] في "ط" الخبر.